******** الرعى فوق حدائق الأسفلت ********
-1-
ضمائرنا بناياتٌ من الأسفلتْ
وأشعرُ مالدينا الكبتْ
تُلوننا خطايانا ..
بِلونِ القارِ والأسفلتْ !
ركبنا قطارِ نجوانا ..
كأحياءٍ بوجهِ الموتْ
فرشنا الأرضَ أشعاراً
وحينَ عصرنا أحرفها
وجدنا النُّطقَ مثلَ الصمتْ
وهبَّتْ ريحُنا كذباً
فقمنا نطهو نكتتنا ..
على لهبِ الهوى والمقتْ
-2-
وصرنا كطائر البطريقْ
فلا فى دربنا سِرنا
ولا ارتحنا إلى التحليقْ
تُقوِّضُنا مداراتٌ
منَ الالحادِ والتضييقْ
ويسرقُ قُوتُنا قومٌ
نُجازيهم على انكارِ جُذوتنا
بِموجاتٍ من التصفيقْ!
وصارَ الخرقُ مبدأنا
وحازَ الكِذبُ بالتصديقْ
وتسألنى لِماذا تبكِ ياصاحِ
بكيتُ لِأننى اشتقتُ
لِأن أحيا..
ولكن خاننى التوفيقْ !
-3-
عصورُ المجدِ ذاكرةٌ
وسنبلةٌ تُقوِّتنا
ونلحسُ من مآقيها
وتسحقُ روحَنا دوماً
تُروسُ الجهلِ والإلحافْ
ومنذُ أتينا للدنيا
ونحنُ نلعقُ الإعجافْ
ويُنذرُ برقُنا بِجفافْ
فكيفَ نعيشُ يا وطناً
يضخُّ الموتَ والإسفافْ
ولم يحيا بِثانيةٍ
بِدوحِ العدلِ والإنصافْ!
وكيفَ يسيرُ مركبنا
وقد سرقوا
مياهَ البحرِ ..
والمِجدافْ !!
-4-
يُؤمرنا أعادينا ..
ويُسكرنا تراخينا ..
ويُحرَقُ نخلُنا دوماً
وقاتلُنا .. يُقاضِينا !!
فكيفَ تأتى نهضتنا
وقد قطعوا أيادينا !
وكيفَ تمضى صحوتُنا
وقد سنُّوا السكاكينا
أراكَ ذُبِحتَ يا وطنى
بِأيديهم وأيدينا !!
-5-
دموعُ الفجرِ حارقةٌ
كماءِ النارِ فى الأكبادْ
فبعضُ القومِ قد فرُّوا
وسلكوا مسلكَ الزُّهادْ
وبعضُ القومِ قد قطنوا
بِبيتِ العُهرِ والإلحادْ
وبعضُ القومِ منفيونَ
خلفَ خرائطِ الأبعادْ
وبعضُ القومِ يفحصهم
بِكلِّ دقيقةٍ قَوَّادْ
وربُّ البيتِ ملهيِّاً
بِجمعِ المالِ والأصفادْ !!
-6-
مؤامرةٌ مُدبرةٌ مُلطَّخطةٌ
يحيكُ قميصُها الشيطانْ
لبسناها .. فنحنُ من ضحاياها
فلا تسأل عن الإنسانْ
ولا تسأل عن الأحلامِ والإيمانْ
ولا تسألْ لِماذا يختفى العُمرانْ
صحارينا بِطولِ الأرضِ خاويةٌ
يبولُ بِرملها السلطانْ
مُعمرةٌ بِدودِ الأرضِ والجرذانْ
ونحنُ نشحذُ الأوهامَ
طوابيراً .. طراطيراً
وتُسكرنا حكايا الجانْ!
-7-
أطلتُ عليكَ .. سامحنى
فقد بترَ الرجا .. ذِهنى
يضيقُ الوقتُ فى يدنا
ومِن كدٍّ إلى كدَّ ..
سنجرى..
لِنجمعَ لُقمةً حَيرى
نُقاسِمُها مع الأحزانْ!!
قصيدة / الرعى فوقَ حدائق الأسفلت
شعرى / وائل العجوانى .. مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق