الاثنين، 20 أكتوبر 2014

الشرف في مزاد علني ۩۩۩ أ / عبده جمعه ۩۩۩



 
لشرف في مزاد علني
۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩ مقالة ۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩
هل أصبح الشرف الأن في جلسة مزاد علني ،، يباع على الأرصفة و في الطرقات و هل يمكن أن تشتري شرفاً لتأخذ معه الثاني مجاناً ،،،
في البداية مفهوم الشرف عند العرب هو ذلك المنديل المزدان بدم العروس ليلة العرس
لذا يقولون لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم
و برغم ان المقولة ترتبط كثيراً بالثأر في جرائم الشرف و الخيانة و الانتقام ممن دنس هذا الشرف
و لكن الشرف الذي كانوا يقولون عنه مثل عود الكبريت او الثقاب لا يشتعل مرتين ، أصبح الأن مثل الولاعة و القداحة الليزر يشتعل ألاف المرات
فالفتاة تستطيع ان تمارس كل انواع الفواحش و هي ما زالت بكراً ، فهل الشرف في غشاء البكارة ،،
الشرف أسمى و أعظم من كل تلك المناديل التي رفعت أقواماً و خفضت أخرى
الشرف أولاً هو ألا يكون لك ميل للخيانة على كل المستويات و في كل التعاملات مع الاخرين
لو أننا أمتلكنا الشرف بحقه ، لنامت العيون و هدأ البال و عم الأمن و الأمان
و لكننا أصبحنا عراة كيوم ولدتنا أمهاتنا عندما تخلينا عن الشرف و أخفيناه و من ثم قتلناه بسكين المواربة
نتحدث كثيراً عن أزمة الكهرباء و المياه و الفقر و الجهل ،،،
و لكننا لم نتطرق إلى أزمة الشرف التي أدت بنا إلى كل هذا الوبال الأعظم
و هل الشرف مجرد مسألة نسبية و مجرد نصائح تربوية من الاباء للابناء
الشرف هو ذلك الهرم الخارق الذي يحيا فينا برغم كل وسائل الغزو الفكري و العقائدي التي تحاول دوماً أن تمحو تلك الكلمة من مفرداتنا بتغيير المفاهيم لدينا ،،
أين شرف الأقلام و العقول و قد أصبحت الأوراق تتحسر ألماً و كمداً مما نسكبه عليها من خداع و أوهام و دس السم في العسل ،،، و المحاولات المضنية لجعل الحرية هي الغطاء الشرعي لكل الأفعال
فهل أنت بالفعل قد خُلقت لتكون حراً حرية مطلقة ، أم أن هناك الكثير من الضوابط التي تحكمك و تحكم تصرفاتك و لتكون مراقباً عليك و وزاعاً لك ـ
أين شرف المعلم و هو يبتز أولياء الأمور من أجل إنجاح أبناءهم ، تنازل عن شرفه المهني و الأخلاقي و رسالته مقابل حفنة من الجنيهات ، فبئس شرف العلم الذي يستقيه الأب و الطفل قهراً
أين شرف الطبيب و هو يخادع مرضاه لعمليات لا عائد من وراءها سوي تضخم حساباته البنكية و المحافظة على أسطورة حرف الــ ع ( عيادة ، عربية ، عروسة ، عمارة ) مع إفقار المرضى و هم يظنون فيه ملاك الرحمة و هو شيطان التخمة
أين شرف الموظف و هو يتقاضى الرشاوي تحت مسميات مختلفة ( الأكرامية ـ القهوة ـ و الشاي بالياسمين ) و حجج أخري باطلة
أين شرف الظابط و هو يلفق القضايا للأبرياء تحت راية خدمة المجتمع و تطهيره من فئات ضالة و سنده القانون الذي جعله يدون ما يريد على ورق التحقيقات
أين شرف الأب و هو يبيع إبنته لمن يدفع أكثر و كأنه قد تزوج لينجب مشروعاً تجارياً
اين شرف العرب و هم يرون أراضيهم تعتصب و قد أسكتتهم النعرات القومية و نجحت معهم محاولات خلق العداء بينهم و بين أخوانهم
أين الشرف و نحن نرى المجازر التي تُقام للأبرياء في شتى بلاد العالم
اين الشرف و نحم نداهن اليهود و نتقرب اليهم و نحافظ على امنهم اكثر مما نحافظ على كرامتنا و نحافظ على اقتصادهم ليكون اقوى بالتطبيع معهم على حساب اقتصاد هزيل لنا و نعطيهم ثرواتنا بأبخس الأثمان ،
أين الشرف و نحن نشترك عمداً في كل محاولات التفرقة بين فصائل الشعب المختلفة ،
فهل حدثت لدينا فجوة كالثقب الأسود أمتصت منا مفاهيم الشرف
إن الشرف قانون نفسي يعاقب صاحبه و هو توأم الضمير و الوجه الأخر لنفس العملة ، فإذا غاب الشرف أنتحر الضمير و إذا تاه الضمير ضاع الشرف ،،،
كلنا أمسكنا بالشرف و قدمناه إلى المقصلة عندما تغاضينا عن الكثير و الكثير و أحدثنا بأيدينا زلزال قاصم بمجتمعنا
اين الشرف و قد أصبحنا نحيا في أردية هي أوهن من بين العنكبوت و سكنا في منازل الذين ظلموا أنفسهم فماذا ننتظر لعاقبة أمرنا
أين الشرف في علاقات كثيرة قامت على الغش و المداهنة و الكذب و الخداع
و الكثير يتاجر بالاعراض و الاجساد و ينفث سمه فينا ،
فقط هم حاصروا الشرف في خانة ضيقة و حارة مغلقة و أصبحوا يطلقون جرائم الشرف على نوع محدد فقط و هي لمن يقتل اخته او ابنته او زوجته لانها اقامت علاقة غير شرعية ،
و كأن المرتشي يملك شرفاً و السارق يملك شرفاً و المتاجر بمرضاه يملك شرفاً و الخائن لارضه و وطنه يملك شرفاً و الداعر بقلمه و بنفسه يملك شرفاً ،
هل أقسمنا على الولاء للشرف أم أنه من الفطرة السليمة أن يكون لديك هذا الشرف
أنه الشرف المراق على السفوح بخناجرنا نحن عندما أهملنا شرف الكلمة و قول الحق
عندما طمسنا معالم الطريق الواضح الجلي الذي رسمه لنا المولى عز وجل و مهدنا بهزلية سخفية طريقاً اخر و أبتعدنا عن الشرف مسافات و مسافات حتى أصبحنا في مجتمع هش و ضعيف
و أصبح الجميع يحيا في تابوت أنيق يُخفي قي داخله كل المساويء و كأنه القبر الذي أحتوى على كل القيم و الصدق و الأخلاص و الوفاء ،
نتشدق بالشرف و نحن قاتلوه و كأننا بقتله أنهينا عصر الأحتلال و أصبحنا أحرار و أحرار و أحرار
أين هو الشرف و أين الشريف و الشريفة و قد أختلط الحابل بالنابل و ضاعت المفاهيم و نحن ما زلنا نبحث عن عروس تستطيع أن تمنحنا وسام الشرف من الطبقة الأولي ببعض دمائها
و أخيراً يجب أن تعلم أن الناس كلهم في هذه الدنيا على سفر، فاعمل لنفسك ما يخلصها يوم البعث من سقر
،،،،،،،،
۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩ أ / عبده جمعه ۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

music