الخميس، 28 أغسطس 2014

الواحات تحاور الشاعرة نورا مرعي




ادارت اسرة واحات الشعر حوارا أدبيا مع الشاعرة اللبنانية نورا مرعى تحدثت عن أهم محطاتها الادبية وناقشت فى قضايا مهمة تتعلق بالادب والشعر..


علي مبروك:
ولدت في حارة صيدا، في 2 تشرين الأول من العام 1984، وترعرعت بين أحضان الطبيعة والكتب.
ومن هنا اشرقت شمس الشاعرة والكاتبة والروائية د نورا مرعي
هذه القامة العربية المتميزة جدا والتي كتبت حروف اسمها بالنور علي اوراق الابداع وعالم الادب ولاسيما الحركة الادبية النسائية
انها نورا مرعي صاحبة اللون الضوئي في صباغة السهل الممتنع والعمق الفكري الخلاب الذي ينساب ما بين جنبات سطورها
تشرف واحات الشعر ان تستضيف الشاعرة القديرة د نورا مرعي
ونستهل حوارنا بان نترك المجال لضيفتنا ان تعرف احباب الواحات علي د نورا مرعي
تفضلي د نورا

نورا مرعي:
- سلامي للجميع اود اولا ان اشكر الاستاذ علي مبروك على هذا اللقاء الجميل والذي يسمح لي بالتقرب من جمهوري العزيز، وأنا كما قلت ترعرعت في حارة صيدا بين أحضان الكتب والطبيعة، وعشقت المكان وعشقت الحرف وكنت كمن يشرب من معين واحد لا ينضب أبدا، في هذا المكان عشت طفولتي ومراهقتي ومرحلة من شبابي قبل انتقالي الى مكان آخر بعد زواجي. أحببت منذ الصغر الورقة والقلم وصغت أجمل العبارات على دفاتري التي اعتبرتها لاحقا مجرد خربشات، درست في مدارس عدة: راهبات عبرا، ثانوية البنات وبعد ذلك انتقلت الى الجامعة اللبنانية ومنها حصلت على إجازة باللغة العربية ثم تابعت في الجامعة الاسلامية الماجستير الى ان عدت الى اللبنانية للحصول على درجة الدكتوراه في الأدب العربي.


علي مبروك:
ما شاء الله د نورا ادام الله ابداعك و زادك من فضله نسعد بك ومرحبا بك مرة اخري
ونظرا لضيق وقتك لن نطيل على حضرتك وسنتناول الاسئلة معا مباسرة
د نورا مرعي لكل اديب سلسلة من المحطات الابداعية نود ان نتعرف علي اهم هذه المحطات واي المحطات كان لها عظيم الاثر علي مشوارك الادبي

نورا مرعي:
- لقد مررت بمحطات جميلة جدا في حياتي بدءًا بالامسيات الشعرية التي قمت بها وتقرّبت من خلالها من جمهوري العزيز، إضافة إلى مشاركتي بمعرض ابو ظبي للكتاب حيث وقّعت روايتي هذا هو قدري هناك، وصولاً إلى أمسية البيال التي جرت في هذا العام في معرض بيروت للكتاب والّذي اعتبرها من أهم المحطات التي مررت بها.

علي مبروك:
مبروك لحضرتك ديوان وعقبال يارب نهنئك علي الديوان القادم
لا يجوز ان نكون في حضرة الابداع ولا نستمتع باجمل كتابتك او المفضل الي قلبك فلتمطري علينا بعض من نسيم ابداعات سيدتي

نورا مرعي:
- لست أدري، إن كنت تدري أنني في حبك أضيع
وأن روحي من روحك قد صقلت
وألحان الحب في قلبي آنست الجميع
فتصومعت معك في لحن لن يلغيه الزمان
ولن يكون واهنا بل أشبه بلحن فريد
ما الذي يجعلك في داخلي تشعل ناري الازلية؟
ما الذي يجعلك لا تغيب
مثل الوردة تصنع من شذا حبي عطرا
وكيف العطر سيكون ؟
من نفسك ام نفسي
لست أدري
فنحن روحان في جسد واحد
كلما هب الهوى وشبت نيرانه
كنا جمرة واحدة وخمرة واحدة
لا نصحو منها الا لنعود ثملين بحب صاف لا يموت

علي مبروك:
فنحن روحان في جسد واحد
كلما هب الهوى وشبت نيرانه
كنا جمرة واحدة وخمرة واحدة
لا نصحو منها الا لنعود ثملين بحب صاف لا يموت

علي مبروك:
الله الله ما اروعك سيدتي
تمتازين بلون فريد في الكتابة ولك مفردات خاصة وصور بلاغية عميقة الفكر

نورا مرعي:
- ان شاء الله قريبا سيكون لي رواية جديدة في المكتبات

علي مبروك:
نتلهف لقراءة ابداعاتك التي تمتاذ بالحس المرهف الفريد
د نور مرعي مما لاشك فيه ان البيئة التي ولد فيها الشاعر لها اثر في حياته هل كانت البيئة و الطبيعة لها اثر علي حضرتك

نورا مرعي:
- شكرا على تعليقاتك على كتاباتي بالفعل لكل شاعر رونقه الخاص وطريقة خاصة بالكتابة

بالطبع المكان الّذي ترعرعت به من ناحية الطبيعة جميل جدا ومميّز بطابعه الريفي الّذي انعكس هدوءًا وانسيابًا على قصائدي الشعرية كما يلاحظ من خلال صوري الخاصة وطريقة تركيب مفرداتي الشعرية لمن تسنى له الاطلاع على دووايني

علي مبروك:
بالفعل د نورا انا اتابع اعمالك منذ عامين او اكثر ولاحظت ذلك لذا سألت سؤالي لانني اري الطبيعة تلتحف الكلمات واري انسيابية خرير الماء علي حروفك الجميلة


نورا مرعي:
- اشكرك جدا استاذ علي بالفعل من يتابع شعري يلاحظ ذلك

علي مبروك:
د نورا مرعي نحن نعيش اجواء مليئة بالخبال الفكري وندرة الابداع الحقيقي في وجهة نظرك ما هي اهم اسباب ذلك


نورا مرعي:
- إن أهم اسباب ذلك ان كل مَن صار يكتب حرفًا يعدّ نفسه شاعرًا في غياب النّقّاد الفعليين الّذين يوجّهون الكتّاب إلى الدرب الصّحيح بالإضافة إلى عدم اتقان بعضهم لخصائص الشّعر او فهم الخصائص بطريقة خاطئة فاختلط الحابل بالنابل برأيي الشّخصي. وهذا ما أدّى إلى ما نراه اليوم

علي مبروك:
حقا استاذتي ونظرا لضيق وقتك ساتابع الاسئلة
د نور مرعي مجتمعنا العربي يمر بازمة حقيقية في مختلف البلدان .. ما راي سيادتكم في الاحداث الجارية وهل كان لابداعك رد فعل علي ذلك؟
ثم ما هو دور المراة العربية للخروج من هذه الازمة

نورا مرعي:
- بالطبع كل ما يمر به المجتمع العربي ينعكس في كتاباتي وتعبيراتي اليومية لان الشاعر والكاتب لا يعيش بعيدا مما يجري من حوله فهو ابن البيئة الني ينتمي اليها واعتقد ان للمرأة العربية دورها الواضح في المساعدة على التعبير أولا ثم التواجد في المجتمع فعلا لا قولا فقط

علي مبروك:
سعدت بك استاذتي واترك المجال للناقد الادبي والاديب المبدع الاستاذ محمد كباشي لتكملة الحوار مع حضرتكم

محمد كباشى:
مرحبا بك مرّة ثانية في الواحات . ـ الأستاذة نورا مرعي كتبتْ في أجناس أدبية مختلفة ، هل هذا يجعلنا نقول عنكِ إنّك متأثّرة بجيل العقاد و ميخائيل نعيمة الذي أبدع في كلّ الأجناس ؟ و ما هو الجنس الذي تجدين فيه نفسك ؟

نورا مرعي:
- هلا بك أستاذ محمد.. بالفعل لقد كتبت بالأجناس الأدبية المختلفة ليس تأثرًا فقط بل رغبة في التّعبير بالطرق كافة عن موضوع أخذ مكانة كبيرة في كتاباتي الا وهو المرأة وعلاقتها بالرجل. وأجد نفسي في الأونة الأخيرة أميل إلى كتابة الرواية أكثر من غيرها.

محمد كباشى:
الحبّ و الحزن ظاهرتان شائعتان في قصائدك ( أيّ حزن ؟ ، أنا في عتبة وحدي ، لأنّني عاشقة ، .... ) ، ما تفسيرك لهذا ؟

نورا مرعي:
- الحب والحزن يرتبطان ببعضهما بعضًا فلا يوجد حب خال من الحزن والهموم والسهر لذلك سترون ارتباطهما بمعظم قصائدي

محمد كباشى:
الحزن قد يرتبط ـ أيضا ـ بتعقيدات المدنية و الحضارة .
تكتبين كثيرا عن المرأة ، هل هذا يعني أنّ المرأة مازالت مغبونة و مهضومة الحقوق ؟ و ألا تعتقدين أنّك بهذا تخسرين القرّاء الذكور ؟

نورا مرعي:
- لا اعتقد ان كتابتي عن المرأة قد أبعدت جنس الرجال مني بالعكس تماما، أنا اولا كتبت عن المرأة المغبونة حقوقها كما قلت والتي لا تتمكن من إيصال صوتها والمطالبة بحقوقها في مجتمع ذكوري شرقي، بالإضافة إلى ان الرجل الذي يقرأني يلاحظ أنني أعطيته مكانة أيضًا في كتاباتي ولم أكن ضده دائما.

خالد السيد:
انا سعدت بك استاذتي الدكتورة نورا لكل شاعر ملهم من وان ينبعث الهمك لان في كتبتك ابداع

نورا مرعي:
- استاذ خالد بالفعل لكل شاعر ملهم وانا ملهمي حقيقة في الحياة لا في الخيال فقط، واعتقد انه من خلاله اتمكن من الكتابة والتعبير عن حالات الحب والعشق والهيام الّذي لا يمكن الكتابة عنها من دون مشاعر دفّاقة حقيقية يعيشها الشاعر

- الحزن يتعلق بكل حالة قد نعيشها في الحياةفهو يحيط بنا من كل جانب ولا يمكن ان نعيش من دونه والا كيف نعرف طعم السعادة

محمد كباشى:
أستاذة نورا ، موضوع روايتك ( هذا هو قدري ) تناوله الأدباء كثيرا ، هل أضافتْ نورا مرعي جديدا لهذا الموضوع الحاضر بكثرة في أدبنا ؟


نورا مرعي:
- بالتاكيد رواية هذا هو قدري اضافت الكثير الى الادب خصوصا انها شكلت صرخة في وجه كل رجل شرقي يتحدى المراة ويمنعها من اداء عملها واظهار رايها واعتقد ان الدراسات التي قاموا بها تبين ما تركته من اثر جيد

محمد كباشى:
بمناسبة الكلام عن الشعر ، استوقفتني قصيدتك ( رمضان حلّ ) المختلفة شكلا عن أغلب قصائدك ، ماذا تقولين عنها ؟ و هل كتابة هذه القصيدة و مثيلاتها لإثبات أنّ الشاعرة نورا مرعي عندما تكتب في الأشكال الجديدة ليس عجزا منها عن قيود الأشكال التقليدية ؟

نورا مرعي:
بالفعل لقد قمت بكتابة القصيدة العمودية فقط لاثبات انني غير عاجزة عن كتابة باقي انواع القصائد ولكنني دائما اقول واشدد أنني اميل الى قصيدة النثر لانها لا تقيدني بقافية او روي وبإمكاني الابداع اكثر فيها

محمد كباشى:
فقدنا في هذه الأيام سميح القاسم ، و بعد يومين ستحلّ علينا الذكرى الخامسة عشر لرحيل شاعر اليمن البردوني ، هل من كلمة ؟

نورا مرعي:
- لن يموت شاعر في أمة، طالما انه ترك كلمته أثرا لا ينتهي ابدا فهو من نبض حروفه يروي الأرض، ومن جسده في التراب يحيي الكون .....لذا فهؤلاء الشعراء وغيرهم باقون في ذاكراتنا وفي وجودنا ولن ننساهم أبدا..

محمد كباشى:
و الآن أُرجع الكلمة للأستاذ علي ليختم هذا الحوار الجميل . شكرا جزيلا للمبدعة نورا مرعي على جمال تواصلها و رحابة صدرها

نورا مرعي:
- شكرا لك واسفة على ما جرى بسبب انقطاع النت

علي مبروك:
كنا لا نود ان ننهي حوارنا الجميل م د نورا ولكن نظرا لضيق وقتها وظروفها الخاصة نود ان نتقدم بالشكر باسمي واسم اسرة الواحات للشاعرة القديرة نورا مرعي ونقدم لها هدية بسيطة من واحات الشعر وهي ديوان لبعض مقتطفات من اشعارها

مقتطفات من اشعار المبدعة د نورا مرعي

علي مبروك:
الديوان مصاحب باغنية فيروز اعطني الناي وغني
كما نقدم لها شهادة تقدير من تصميم الاخت زهور لا تذبل

نورا مرعي:
- اشكرك جدا استاذ علي على هذا اللقاء الجميل والحوار الحلو وشكرا لهذه الهدية المميزة التي نالت اعجابي كثيرا واسفة مجددا بسبب فصل النت


علي مبروك:
شكرا للمبدعة د نورا لتلبية دعوتنا رغم ضيق وقتها وسعدنا بها جدا بواحات الشعر -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

music