الأحد، 31 أغسطس 2014

يا أنتِ .. بقلم الشاعر وليد هزاع اليوسفي



يا أنتِ ..  بقلم  الشاعر وليد هزاع اليوسفي

يا أنتِ إني قد فقدت صوابيا
لما هواكِ اتى ليطرق بابيا

قد كنتُ احيا طول عمري قانعا
وأنام ملء العين كل لياليا

حتى خطرتِ كغصن بان فاتن
فسلبتِ لبا كان قبلك واعيا

فإذا نهاري قد تغير فجأة
والليل اصبح مثله متساويا

واذا الحياة تغيرت بفصولها
والدهر لا ادري أصار ثوانيا

كل الفصول تداخلت فتبدلت
وتشكلت عجبا ربيعا حانيا

نظراتُ عينكِ بالرضاء تكللت
سعدا عليَّ أحاط كل فؤاديا

وأخال أني قد رقيتُ لجنة
فرأيتُ ولدان النعيم أماميا

يأتون لي والبشر ملء وجوههم
وبكفهم كاسات عشق صافيا

فشربتُ من نبع الغرام مدامة
لا غول فيها بل شفاء واقيا

فإذا بشيء قد شعرتُ بلطفه
يسري بقلبي دفئه وعظاميا

قد كان كفا من حرير مخضب
وضِعَتْ على كتفى لتعرف ما بيا

ومضتْ لتتبع فعلها بكلامها
لتقول ما لك لا تجيب ندائيا

هل فيك سحر ام بعقلك علة
ام انتَ تبدو احمق متغابيا

بالله يا نبض الفؤاد وروحه
ونسيم انفاسي وكل دوائيا

ولذيذ شرب من نمير طاهر
وحبيب قلب في هواه مغاليا

ارحم متيمة تكابد شوقها
وأزل شكوكا مثل موج عاتيا

عصفتْ بقلبي اذ رأيتكَ شاردا
والبال منكَ يجول خلف أمانيا

قد كنتَ ترويني بلحن قصائد
جُمِعَتْ كشهد من رحيق معانيا

قد كان قلبكَ مثل زهر خميلة
ألوانه تزهو بحسن بهائيا

قل لي بربك عن تغير حالة
طرأتْ عليك فعدتَ شخصا ثانيا

فعجبتُ مما قد وجدتُ وهالني
صمت ٌ أتاني كي يعيد صوابيا

فتبسمتْ مني الثنايا علَّها
كشفت لمن اهوى بيانا خافيا

لكنَّ غيرتها أبت الا بأن
تفصح يقينا أحرفي ولسانيا

أنا ثابت كالطود ليس يهزني
شيء سواكِ لأن حبكِ كافيا

أعطيتُ قلبي كل ما يشتاقه
فهواكِ لي أرض وأنت سمائيا

إن كنتِ حاضرة تزينت الربا
وتضمختْ بشذاكِ طِيباً ثانيا

فالروح ترفل في ثياب سعادة
والقلب يطرب من سرور راضيا

أما إذا غابت عيون مليحتي
عن ناظري يوما وبعض لياليا

ناديتِ معراج القلوب لرحلة
أمضي به حتى أعالج دائيا

فيقودني المعراج يسبق نوره
كوميض برق او حسبتُ ثوانيا

ما ان وصلتُ لمستقر دائم
ورأيتُ في دار الخلود مكانيا

شنفتُ أذني من غناء آسرٍ
قد كان يطربني بعشق راقيا

فتبعتُ رجع الروح كلي منصت
وكأن من أهوى بطيفها دانيا

قد كان وجداني يسابق خفقه
فشعرتُ أني طائر بجناحيا

ما إن وصلتُ وجدتُ امرا هزني
وغشى فؤادي وقعه وكيانيا

قد كنتِ أنتِ هناك حقا لم يكن
وهما رأيتُ فإن قلبي واعيا

ماكان حبكِ في فؤادي نزوة
او محض كذب من خيال واهيا

بل انه كالدين اثمر نهجه
برد اليقين لمن يكون مواليا 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

music