السبت، 30 أغسطس 2014

لا أمل فى الخروج .. الجزء الثانى " الصولجان" بقلم أ/محمد حسانين



لا أمل فى الخروج
الجزء الثانى "الصولجان" 
بقلم أ/محمد حسانين


مازال يختال بصورته في المرآة,, يتراءى لهم ملاكاً حزيناً فقَد إحدى جناحيهِ ,,,يبكى رياءاً ...وتأبى الدنيا عليه بكاء!! يملأه الغرور والقسوة ,,,غرور السلطة وذاك الصولجان!! يصدر قراراته الصارمة دون شفقة أو رحمة ...أذكر سنوات قضاها فى قفص العبودية ,,أذكر تلك البشرة السمراء الداكنة و العرق ينهمر من جبهته ,,,الشمس تكوى بشرته.. لم تجدى نفعاَ ملابسه القديمة الممزقة !!وذاك الصوت زئير الأسد الجريح يدوى يهز أركان البرية يصرخ رافضا تلك المهزلة الدرامية أسدٌ معلقُ فى ساقية مربوط بألف سلسلة معلق برقبته لا فتة مدونٌ بها ( ثور المزرعة )!!!
يجن عليه الليل يفترش الأرض فى صمت ,,تلتصق عيناه بالسماء الزرقاء ,,تراقص النجوم بعنف وترفض الرحيل مع بزوغ الفجر,, تبكى! كم تود البقاء على سطحه الأبيض! ناصع النقاء! ذاك المبتسم فى وجهه !صديقه المخلص فى السماء !نعم هو القمر !!
ونيسه الوحيد فى تلك البقعة من الأرض الصماء,,حيث يقضى ليله وحيداً سجينا لا يود البقاء
تطارد أحلامه حشرات الحقول تثير غضبه عواء الذئاب,, كأنه منفى فى عالم آخر لا يوجد فيه بشر
يقبل الشتاء بقسوة البرودة والأمطار والرياح,,, جسده النحيل نجحت الطبيعة فى أن تجعله أشبه برمح فى وجه العواصف والأعاصير ,, يبتسم للمحنتارة !! وتارة أُخرى يغضب كالبحر فى فيضانه فى حالة إجتياح!!
تنهمر دموعه كالمطر على سجادة الصلاة يدعوه راجياً,,متوسلاً,,أن يا إلهى هب لى مخرجاً أريد يارب متنفساَ ضاق صدرى ..نفذ صبرى ..بدأت أنهار كأنِ بناءَا متهالكاَ ساعات تمر كلحظات فى ليل ساكن كسكون ما يسبق العاصفة والسؤال المر المذاق دائما يتردد على فترات متباعدة
أأخذت بالأسباب ؟!! يلتفت خلفه ليرى باباَ صغيراَ يكاد يعبره ,,فإذا هو مجدداً يظهر أمامه واقفاً ممسكاً صولجانه ,,رافعاً إياه فى وجهه ,,هامسا بسرخية فى وجهه ,,لا أمل فى الخروج مطلقاً !! يصرخ,, يلقى بمسبحته على الأرض وفى لحظات القنوط يتحرك فى صمت كأفعى!!! و سرعان ما تنطلق منها سم اللعنات على الحظ العاثر والقدر,,,تنفرط من مسبحته الحبيبات تتدافع فى أفواج !!حبة تلو الأخرى!! يراقبها فى صمتٍ والدهشة تسلبه الحراك ,,وما هى إلا لحظات قليلة ما يلبث إلا أن ينهار كعقار قديم !! يندفع محاولاً إنقاذ ما بقى من حبيبات ومنعها من الإفلاتمنه فينكب على وجهه,, ويأتيه من خلفه ضاربا صولجانه فى عنقه,, ضاحكاً مردداً عبارته القاسية ""لا أمل فى الخروج"""


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

music