الثلاثاء، 24 فبراير 2015

(( أيّها الموعود بالعمر المديد )) بقلم .أ // شكري مسعي




القصيد الذي ألقيته بمناسبة أربعينيّة الشاعر السعودي الفقيد الصديق " غرم الله الصقاعي ّ التي نظّمها منتدى مقرين للثقافة و الإعلام بمقرين يوم 21/02/2015.
مرثيّة الصديق الشّاعر السعودي العزيز الفقيد غرم الله الصقاعي ...رحمه الله ..
يا رفيق الشّدو ..
..
هل كان ينبغي أن يمدّ بنا الطريق خطى الرّحيل
كم قد وعدتَ بأن نسير معا و نكتب صفحة الشمس
و نبنيَ فوق غصن الدوحة عش القصيد
لمَ يا رفيق الشدو تنكث وعدنا و تسابق العمر
و تترك ما كتبنا .. ما نسجنا ..ما حلمنا ..
أن يكون بيننا عمر جميل
هل ألوم العمر أن سرق مداك و مزّق اللّيل خطى تسفارك بين أكمام الدّروب
ما عاد يرتق حزن ضيعتك الجريحة غير دمع ينزف منه الأصيل
كنت طفلا تنثر الضحكات يكبر حلمك الورديّ
من وهج اشتياقك قد أذبت دم الجليد
غرم الله ما كان اتفاقنا أن تسافر قبل أن يأتي الربيع
ما كان اتفاقنا أن تغيب و ترحل قبل الوداع
لمَ يا صديقي تركتني و محوت ظلّك من جبين الشمس
و الفجر الوليد؟
لمَ قلت لي سنعتّق البوح و نبدأ يا صاحبي بوح النشيد
سيظلّ صوتك هادرا ينساب كالدّفق الغريد
فيريق عشقك للقوافي و يشعل منك الوريد
غرم الله عدني أن تعود
لنشيّد الصرح الذي كنّا ابتدأنا
ليكون للحلم امتشاق الخلد في قلب القصيد
ما كان قلبك غائما
ما كنت تعرف غير ضحكات الصباح
ما كنت تنثر غير زخّات الأصيل
كنّا اتفقنا بأن نرتّب موعدا للصّمت يكتب
حرفنا فرحا و عيد
لكنّ صمتك فاجأ الفرح و غيّر التزمين
أربك هدأتي و ضمير عمرك
خاننا ماذا يريد ؟
عدني صديقي أن تكون على ضفاف الوعد كي ألقاك
مشتاقا إلى برد السكون
عدني بأن تقاتل كي أراك و أن تعاند كلّ رجّات الظنون
لا الشكّ يرجم صرح بسمتك الحبيبة
لا الرحيل
لا الموت يسرق حلمنا المسروج من وهج العيون
غرم الله قم يكفي التنعّم بالسهاد
إيّاك أن تطفئ ضوء العين أو تنسى الوعود
عدني صديقي أن تقاوم كي نكون
كي يكبر حلم القصيد
كم قلت لي يا صاحبي : دع كلّ شيء للقدر
و امض و هيّئ موكب الحفل فقد حان السفر
و ادع جميع أحبـّتنا ليأتوا إنّني اليوم عريس
و حبيبتي طال انتظارها و الخطى مدّ البصر
كم قلت لي : إنّ المواعيد التي في درب عمرنا
لن تعود
و سألت عنك نسائم الفجر الوليد
و سألت عنك مواجع الفرح الفقيد
و سألت عنك وعودك العطشى إلى ماء النشيد
قالت : منحته هدأة العمر الطويل
غرم الله سامح غفوتي ..سامح شحوب العمر أرداه الكدر
سامح غياب الدّمع في صمت المطر
غرم الله إنّي ها هنا أحيا بحلمك
أيّها الموعود بالعمر المديد .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

music