الاثنين، 22 ديسمبر 2014

((( بقايا أنسان محطم ))) بقلم // محمد توفيق

 


بقايا أنسان محطم
--------------------.
الفهرست
م شخصيات المسرحية
1 الأنسان
2 القمر
3 الهيكل الكبير
4 الرجل الذى ينطبق عليه القبر
5 الرجل الذى يعضعض أنامل يديه
6 الرجل الذى تفوح رائحة المسك من قبره
(بقايا أنسان محطم)وهى مسرحية شعرية ذات فصل واحد ..تتضمن ثلاثة مشاهد
----------------------------------------------------------------------------.
الفصل الأول(المشهدالثانى)
---------------------------------.
ينفرج الستار عن ضباب كثيف يملأ المسرح..ثم يتلاشى رويداً رويداً..ويظهر على خشبة المسرح الانسان وأمامه هيكل كبير يتوسط المقابر..والانسان تبدو عليه ملامح الفزع والهلع ..ثم يغمر المسرح الضباب مرة اخرى مصحوب بموسيقى زلزلية ولا يستبان من المسرح اى شئ سوى الضباب..ثم ينكشف الضباب رويداً رويداً..ويظهر الهيكل فى صورة انسان يرتدى ملابس بيضاء ويحمل لحية بيضاء ومتكأ على عصاة..ويظهر عليه الحكمة والموعظة..وعلامات السنين تظهر على وجهه من خلال التجاعيد..ثم ينظر الى الانسان ويُحدثة فى بشاشة
الهيكل الكبير:- حللت سلاماً بين ذويك
وإنى لسؤالك سوف مجيب
الإنسان فى فزع وهلع وخيفه..وينظر الى الهيكل فى توجس
الإنسان:- عليك السلام
ولكن أجبنى ماذا تريد
أأنت حطام؟!!!
أم بقايا أنس عنيد؟!!
الهيكل الكبير:- أطعنى بنى
فعمرى يعد بتسعة قرون
عرفت بنفسى ماذا تريد؟
وقمرك يعرف بأنى المجيب
فأرجوا قبول كهلاً صديق
وعنى بنى
لا ..لا تغيب
الإنسان:- نْعم الصديق
ونْعم الرفيق
ولكن أجبنى
منْ..منْ تكون؟!
مادُمنا سوياً سنطوى الطريق
الهيكل الكبير:- سأروى صديقى لك ما تريد
فأنى مثلك كُنت شريد
أنا إنسان عاند القَدر
ونسيت أنى ضمن العبيد
أنا فرعون
هارون الرشيد
أنا هامان
فهل تستفيد؟!!!
إن كل شبر فى أرضكِ مصر
أو فى الشام أو عبر الحدود
أرى أسلافى تعيد مَاضىِ
ولا تصحح ما جنته الجدود
كنت أظن الدنيا ستفنى
وكل البشر
ولىَّ الخلود
كنت أظن بيدى ابيد
أكسر
أُحطم
وسوف اُعيد
الأن عرفت
منْ..منْ أكون؟
فهل بأصطحابى أنت سعيد؟
الإنسان:- أريدك ان تهدينى الطريق
وأجبنى سؤالى؟
مادُمنا سنطوى معاً الطريق
لماذا خلقنا مادمنا نموت؟
الهيكل الكبير:- أما سؤالك بنى الحياة
أحجيبك عليه
ما دام قمرك بعثك الىّ
فأرجوك بُنى أصغى الىّ
وعند الفراق
أرجو الترحم قليلاً علىّ
جئنا الحياة بسر الاله
لماذا ولدنا...؟
سوف أجيب
ولدنا لنقضى ما حُق علينا
وليس فى ذلك أمرٍ عجيب
الدنيا دار ولك الخيار
للجنة أم للنار تنيب
الإنسان:- أيعنى بعد الوجود حساب
وهناك رب اليه المصير
الهيكل الكبير:- حساب يدق بيوم الحساب
وللمشركين حساب عسير
ستلهو بيومك كيف تشاء
لكنك ماض
ليوم لا ينفع فيه نصير
أعظك بنى
لتنقل لقومك
ما..ما أقول
تعالى نمشى بين القبور.
وهنا يصحب الهيكل الكبير الإنسان فى رحلة بين المقابر..فيشاهد الإنسان إناس تُعذب فيتملكه الخوف والهلع والفزع..ويتجه الى الهيكل الكبير يستفسره عن ذلك.
الإنسان:- ما هذا صديقى....؟!
رجل يضيق القبر عليه
وماء حميم صب عليه
وذاك يعضعض أنامل يديه
وذا الجمر وابل تَساقط عليه
لماذا يُعذب..؟
سلهُ صديقى...؟
أريد الجواب.
الهيكل الكبير:- أما سؤالك بُنى العذاب
يجيبك عليه لديه الجواب.
فيتجه الإنسان جهة الشخص الذى يعذب يسأله..ويستفسر منه
الإنسان:- أجبنى بحقك لما العَذاب؟
ولما يُضيق عليك المقر؟
وتختلف الأضلع لهول المصاب
وإنقلب قبرك لنار ٍسعرِ
الرجل الذى ينطبق عليه القبر

سوف أجيبك لما العذاب؟
فقد ضاع رشدى وضاع الصواب
لهثت كثيراً وراء المال
وضاع شبابى فى عشق الجمال
بنيت القصور
وكنت بنفسى بُنىّ فخور
نسيت الصلاة
نسيت الصيام
نسيت الحج وكان يَسور
ومت كموت الشاة فى الفلاة
ولقيت حتفى تحت القصور
فأعظك بنى
إصغى الىّ
ما دمت جئت لبعض الإمور
فالله يغفر ما دُمت تتوب
فالله اليه بُنى النشور
ثم يستأنف (الانسان الذى يعذب) الحديث وعلامات الندم تكسو وجهه
أنكرت أن للكون ربٍ
أنكرت يوماً اليه النشور
فكيف يعيدنى بعد الفناء
وإن جاء هادى
كنت أثور
نسيت كل شئ ما عادا الحياة
وعشت ليومى أهيم كالطيور
حتى هويت ما بين الرمال
وكان مقرى ما بين القبور
الإنسان:- سبحانك ربى ورب الوجود
فاليوم ات مهما يطول
وسوف نحاسب حساب عسير
بما أرتكبنا وكنا نقول
سبحانك ربى أنت الأحد
وأشهد أن محمد رسول
الرجل الذى ينطبق عليه القبر

سبحانك ربى أنت الأحد
وأشهد أن محمد رسول
وأغفر لعبد كثير الخطايا
وسامح ياربى عبد كسول
أعظك بُنىّ
إنقل لقومك كل ما أقول
فإن ربك امامه المثول
الإنسان:- أن الحياة نظام دقيق
نظام تحار أمامه العقول
فربىّ أعنىّ
وأغفر لىّ
فمنك يارب أين الافول؟
الرجل الذى ينطبق عليه القبر
وداعاً وداعاً ياأبن البشر
الإنسان:- وداعاً وداعاً ياأبن القبور
ثم يسير الانسان بصحبة الهيكل الكبيرلمواصلة الرحلة
وأثناء الرحلة يرى الإنسان مع الهيكل الكبير رجل يعضعض أنامل يديه ..فيلتفت الى الهيكل الكبيرفى فزع وهلع يسأله ويستفسره.
الإنسان:- ما هذا صديقى؟
رجل يُعضعض أنامل يديه
لما العذاب؟
سله صديقى أريد الجواب؟
الهيكل الكبير:- أيضاً سؤالك بنى العذاب
يجيبك عليه
لديه الجواب
فيتجه الإنسان جهة الشخص الذى يُعذب يسأله..ويستفسر منه
الإنسان:- أجبنى بحقك لما العذاب؟
ولما تعضعض أنامل يديك؟
الرجل الذى يعضعض أنامل يديه
زنيت بمرأة ذات جمال
ونسيت فوقى رب كريم
تركت الحلال وذقت الحرام
ونسيت ايضاً رب حليم
يعلم ما تخفيه الأنام
فسيرت لحتفى وهو العليم
أعظك بُنىّ بألا تكون
فإن عذاب ربك أليم
يعلم ما تخفيه النفوس
فأعمل خيراً
حتى لا تنال عذاب سقيم
أعظك بُنىّ
أنقل لقومك ما..ما أقول
فكم كنت ارجو معك الرحيل
ولكن هذا بنىّ مستحيل
الإنسان:- تبارك صنعك رب البشر
وكيف أتوب لأين المفر
خلقت الوجود بستة ليال
وأعطيت خلقك أبهى الصور
فلما أكتملنا نسينا بحقك
وطاح ابن أدم كثور عقر
سامح ياربى عبداً عقيم
فعلمك فاق علم البشر

الرجل الذى يعضعض أنامل يديه
وداعاً وداعاً ياأبن البشر
الإنسان:- وداعاً وداعاً ياأبن القبور
ثم يسير الانسان بصحبة الهيكل الكبيرلمواصلة الرحلة
وأثناء الرحلة يرى الإنسان مع الهيكل الكبير رجل يتساقط الجمر عليه ..فيلتفت الى الهيكل الكبير يسأله ويستفسره.
الإنسان:- وهذا تساقط الجمر عليه
سله صديقى لما العذاب
سله صديقى اريد الجواب
الهيكل الكبير:- أيضاً سؤالك بنى العذاب
يجيبك عليه لديه الجواب
الإنسان:- وأنت صديقى لما السكوت
وعن أسألتى أبداً ..لا تجيب
الهيكل الكبير:- أنت لا تُقنع بقولاً حكيم
فشاهد بنفسك عذاب القبور
حتى تعلم وتعرف صديقى
أن الله يعلم خفايا الصدور
الأنسان:- أمنت أن للكون رب
اليه الحساب
اليه النشور
وأن عذاب ربك واقع
فكيف سأهرب
فمهما هربت اليه المثول
كفاك مشاهدة صنوف العذاب
وهيا نمضى بين القبور
وأثناء التجوال مع الهيكل الكبير...يستنشق الانسان رائحة طيبة قادمة من قبر قريب
فيتأكد فيجدها اطيب ما يمكن ان يسستنشقه انسان من روائح كريمة
فيلتفت الى الهيكل الكبير يسأله فى لهفة وشوق
الإنسان:- رائحة المسك تملأ المكان
والقبر يظهر فيه الأمان
اقْصَر تحول هذا المكان
أم رؤضة غمرت بعبق الريحان
لمن صديقى هذا المكان...؟
سل صديقى...أريد الجواب.
فقد شاهدنا سلفاً صنوف العذاب

الرجل ساكن هذة المقبرة
شَهدت أن للكون رب
رغم العدا ورغم الزمان
وقاومت كل سيوف التحدى
وفضلت موتى عن عيشى جبان
ناديت بسم الله تعالى
ونزهته عن كل نقص
ورفعت إسمه فى كل مكان
حتى رحلت مع الراحلين
فكرمنى ربى بهذا المقام
الإنسان:- عطوف يارب وأنت الودود
وأنت الحق وأنت الصمد
أشهد أن محمد رسول
وأنك ياربى واحد أحد
خلقت ياربى كل البشر
وأشهد إنك لا ..لم تلد
فسامح ياربى عبد عقيم
فعلمك فاق علم البشر

الرجل ساكن هذة المقبرة
لتأخذ بًنىّ مثِّلى دليل
فالله حق اليه السبيل
وإنعم بنعمة ربك ولكن
لا تُسرف فيها
ولا تفتخر
فأن الكِبر والخيلاء
صدقنى بُنىّ
وقود السعير
واسقى اليتامى من سلسبيل
فمهما علوت فلن تناطح بنى الجبل
ومهما قويت فداوى الضعيف
وساعد بنى كل البشر
واعلم بان فوقك قدير
وان الهك اليه المصير
وداعاً وداعاً ياأبن البشر
الإنسان:- وداعاً وداعاً ياأبن القبور
وهنا يُسدل الستار على نهاية المشهد الثانى من الفصل الاول..وحتى نلتقى الاسبوع القادم مع احداث المشهد الثالث ان شاء الله
شعر / محمد توفيق


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

music