السبت، 20 ديسمبر 2014

((( " يا منجم الأحزان " ))) بقلم // شكري مسعي




مقطع ثان من مطوّلة " يا منجم الأحزان "
يا منجم الأوجاع ماذا لو سمعت أنينهم
و غسلت بالعرق المعتّق لحمهم
و حقنت سيل دمائهم
و سمعت صوت رجائهم
يا قريتي لا تقلقي
سيظلّ وجهك مشرقا مثل ائتلاق النور في عين السماء
و برغم أطماع البغاة
و برغم ما رسموا من الخطط الخبيثة لانتزاع الروح من قلب الحياة
سيظلّ قلبك نابضا .. و يظلّ وجهك باسما
كالنجمة العذراء
في قلب الضياء
يا منجم الفسفاط إنــّا ههنا
نحيا برغم القهر و الأرزاء
و برغم أوجاع الحياة و مرّها
و برغم ما نحياه من ضنك الأسى
و برغم ما نلقاه من قهر الطغاة
نحن هنا
سنفجّر الأرض و نبني صرحنا
سنعلّم الأطفال حبّ الأرض و الفسفاط
و العرق المعطّر من غبار المنجم الموجوع
يذبحه العويل
سنعلّم الأجيال نبش الصّخر في رحم الكهوف
كي لا يعيشوا كالعبيد تحت أنياب السياط
و سيقرؤون على جبين المنجم المنهوك أسماء الرجال
من قد قضوا أعمارهم تحت التفجّع و المخاوف و الرجاء
من قد ذوت أعمارهم كالشمع يشربه الهواء
من لحمهم فاضت عيون المنجم المشبوب بالحزن الطويل
كم من عروس خضّبت أقدامَها الحنّاءُ
رمّلها القدرْ
حلمت ببستان الحياة
و عريسها المغدور فارق عشّها
ليعود بالعطر و الشّال المطرّز من ضياء
و اللّيل يجثم فوق هاتيك الربى
مات العريس
في غفلة النّفس الوديعة
بين أنياب الشّررْ
قالوا .. نعم قالوا : كثيب من تراب المنجم غطّى المكان
طمر العريس و بعض من كان هناك
و حكاية الموت المكرّر في الصّباح
و في المساء
في منجم شاخت زواياه و هدّها
الزمن العنيد
في منجم شابت قوائمه و أرداها الخطرْ
أكل الرجال و ظلّ ينعب في التياع
و الرّيح تعوي في الزوايا و الحفرْ
و الموت يزأر بين قضبان الحديد
و يزفّ من جاؤوا إلى كهف القدرْ
من غير وردٍ أو شموعٍ أو وداعْ
لا شيء غير الدّمع مخنوق الغررْ ..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

music