الأحد، 21 سبتمبر 2014

لا أمل فى الخروج الجزء السادس بقلم / محمد حسانين


لا أمل فى الخروج
الجزء السادس
فانتازيا """ غزو الفضاء"""
أمام شاشة التلفاز جلس متأملا أطراف النزاع فتملكته الدهشة!!!,,, كلا من طرفي يلقى بالمسؤولية على الطرف الآخر والمحير فى الأمر أن كل منهما لديه الأدلة والشهود العيان والإثباتات والبراهين على صدق كلامه مما لا يدع مجالا للشك أنه يعيش فى كوكبٍ يعانى غزوا فضائيا !! الكائنات الخفية تسعى بالوقيعة بين أبناء الشعب الواحد !! وهنا مربط الفرس من هو الطرف الثالث صاحب المصلحة فى وقوع المذبحة وإختفاء فكرة المصالحة بين أبناء الشعب الواحد !!
أوصد باب شقته وأحكم إغلاق جميع النوافذ وإختبأ أسفل كومة من البطاطين والأغطية بعدما قام بتكديس الثلاجة بالأطعمة التى تكفيه لمدار العام !! ووضعها بغرفة نومه !! لا حاجة للخروج فالموت بالخارج سوف يأتيه من حيث لا يدرى !! حسب ما يعتقد
أغلق هاتفه ,,,حاول النوم مرارا وتكرارا ,,,لا فائدة هاجس الموت والخوف يطارده ,,, فجلس أسفل أغطيته يبكى ,,,أمسك القلم والأوراق ,,, وجعل ينظر من تليسكوب أفكاره الحاذقة يراقب النجوم والشموس ليرى أى منها أرسل شهبه الحارقة لتدمير الأرض وكأنه يعانى هذيان الحمى !! ولما لا ؟؟؟ ففى بلدته كثير من الأطراف المتصارعة على السلطة والكثير منهم لديهم أجندته الخارجية وتمويل من الدول الأجنبية !! والرفض وإدعاء الشرف والنزاهة أكثر شراسة وعلنية من الوعود الإنتخابية !!!
ما يحدث على الساحة من صراعات دموية أى كان من يقف ورائها لا نستطيع تحديد هوية المسئول عنها من خلال نظرتنا الضيقة للأمور ففى حالة الشحن والغضب الموجه والعفوى تختلط الأمور والموازين والمعايير بصورة دراميتيكية,,, فأشعل محرك مكوكه الفضائى وأنطلق فى جولة حول الأرض فرأى سفنا حربية قادمة من جهة الغرب والشرق تحمل موادا مشعة حارقة !!! محملة على طلقات إعلامية مضغوطة واسعة المدى و الإنتشار ,,,سرعان ما تبث على شاشات العرض المسموع والمرئى وهنا ينتهى دورها بمجرد أن تبث بواسطة قنوات البث الفضائى ... أما باقى السيناريو فيكتبه قادة من العلماء والدارسين والماكثين فى معابدهم بتلك السفن الحربية ,,,لم يستطيع أن يتمالك نفسه أمام هذا المشهد الرهيب ,,,,فإنطلق هاربا وتوارى بأحد الكهوف فى جبال الخوف المظلمة,,, وأطلق صفارات الإنذار ,,, """نتعرض للغزو"" ""نتعرض للغزو"" كلمتان فى رسالة إليكترونية أرسلهما فى عجالة للقاعدة ومركز القيادة ,,لا مجيب !!الإنتظار والترقب يقتله ,, ضربات القلب تتزايد يكاد القلب أن يقفز خارج صدره,,, بدأ الخوف يزول تدريجيا وبدأ يتمالك أعصابه وبدأ يفكر فى وسيلة لمواجهة هذا الوابل من التشويش والتزييف القادم من الخارج ومن الداخل !!
الجوع يعتصر معدته تخرج صوت عصارتها كغواصة تتهاوى فى مياه المحيط وملابسه بدت رثة تشعره بالخجل وكم يود أن يخرج للشمس وللدفأ وأن يتمدد تحت أشعتها الدافئة الذكية وأن يتنسم عبير الصباح المحمل بعطور الزهور الذكية,,,, ظل على حالته هذه قرابة الشهر ,,,,
وفجأة صرخ قائلاً وجدتها وهم أن يسطر أفكاره ويسردها على ورقة غلاف لعلبة من البسكويت كانت ملقاة بجانبه بعدما أفرغها من محتوياتها
دون أن نؤمن بأنفسنا وأننا أصحاب قضية ورأى لا جدوى من البكاء طويلاً عما يحدث لنا ؟؟!
فنحن فى هذا المعتقل الفكرى وكبت الحرية كيف نتمكن من إيجاد حلولا إبداعية ؟؟؟!! غير غض البصر والسير كقطيع من البشر ممحى الإيمان بالعقل والحرية ومؤمن بالقهرية والجبرية وأنه لا يستطيع فعل شيىء بنفسه يعانى العجز ولا بد من وضع الخيارات محددة له فى إختياراته الشخصية التى تنوب عنه فى كل شيىء فى إدارة أمور الجمهورية ولهذا فأنا أقر بأننا نعانى غزوا فكريا !!!
بقلم / محمد حسانين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

music