الأربعاء، 24 سبتمبر 2014

ومع قصص الخيال في آخر الأسحار ...شموخ الشريف

ومع قصص الخيال في آخر الأسحار ...
وحكاية من حكايات الف ليله وليله في هذا الزمان ...
**************
جلس الملك شهريار في ليلة من ليالي السمر مع عروسه شهرزاد.. على كرسيه العاجي ..واسند ذراعيه واستقام ظهره.. واطلق نظرة حب في شهرزاد التى جلست بالقرب منه لتبدأ في سرد قصتها ..التى لم تكملها ولن تكملها ... وتبث من خلالها شجونها وحبالها ..حتى تكسب قلب مليكها .. وتطول معه ايامها وتزين لياليها ..وهي تنظر اليه بعيون عاشقه .. ونغمة هائمه .. وتبدأ بصوت ناعم رخيم .. في سرد قصتها :
كان ياما كان في سالف العصر والاوان ..ايها الملك الطيب .. كان هناك في احد جزر الواق الواق ..عاشق ذبحه الشوق والهفة للتلاق ...والحب لحبيب الوصول اليه شاق ... ويتوق لهنية من العناق .... وكلمتين تفرح لهما الاحداق ....ولكن ...!!!!
فسكتت شهرزاد لتثير حفيظة الملك للسؤال ..!!؟؟
اخذ الملك في التفكير ..في هذا العاشق المسكين ...وما ألم به من حنين ..وتخيل شعوره الحزين وتأثر بحبه المتين ..وعشقه الدفين ...فبرقت عيناه وركز الانتباه ...وكأنه هو ذاك العاشق الملهوف ...فتسأل ..اين هي حبيبته ؟؟!!!! ولما لا ترأف به!!!؟؟
أكملت شهرزاد قصة العاشقين مع الزمان ..
كانا أيها الملك يعيشان بحب وهناء .. ورغد من العشق وصفاء ..وحياة من الشوق برخاء ...إلا أن أتى عابر سبيل في يوم من ألايام... أغبر وعليه كأبة الزمان .. فمر صدفة بالبستان ...فلمح فاتنة جميلة القوام ..عيناها ك الؤلؤ والمرجان ...ومبسمها ك لون الرمان ..وشعرها ك الليل حالك الظلام ...ف لعب في نفسه الشيطان ..وراودها بالكلام .. فتمنعت لخوفها من رب الجنان ..وعشقها لفتاها المغوار ..من وقت صباها وبراءة الاطفال .. فأشتد غيضه ونوى نية الأشرار ...فلن يرحل إلا وهو خاطفها من ذلك المكان .. فعقد العزم ونفذ خطة الشيطان ..وكان له ما أراد بالحرام ... وكسر قلبين وعكر صفو الزمان ..
...فسكتت شهرزاد عن الكلام وعلي خديها دمعتان لؤلؤيتان .... فتأثر الملك بالكلام واطلق زفرات بالهواء .. وحلف لو كان في مملكته ذلك الشيطان لقطعه إربا وأوصال ..ورماه طعام للفئران ولجعله عبرة للأنام وحكاية تحكى عبر الازمان ..
ومسح بكفيه ما سقط من دموع شهرزاد ...وسألها ماحدث بعد ذلك للفتاة ؟؟؟!!.. من خطوب الدنيا ومصاعب الحياة؟؟
فكفكت شهرزاد دمعها ..وبدأت في سرد ما تبقى من احداث ..
أيها الملك الرحيم .... صرخت الفتاة ملئ السماء .. وتساقطت دموعها ك المطر في ليالي الشتاء .. وتاهت عيناها وحل بها الشتات .. وتمزق قلبها كما تمزقت عفتها في يوم اسود من الايام .. فبكت يوم لاينفع البكاء .. وادركت أن ذلك نهاية الأحلام ... ونهاية براءة الأطفال وصفاء الأيام .. وبداية الشقاء والمعاناة ...
سكتت شهرزاد ..لتسترد انفاسها وتطلق أهاتها حسرة على تلك الفتاة ..
ورأت شهرزاد مليكها وقد بدا عليه النعاس فتوقفت عن الاسترسال .. وطلبت منه ان يذهب للفراش على وعد بأكمالها غدا في آخر الاسحار.
الحلقه الثانيه:
*************
جلس الملك شهريار بعد أنتهاء الاعمال ..وصرف الوزراء ووكلاء الاعمال ... ليسترخى ويسرح بالخيال ..ويأنس بالسمر مع حبيبته شهرزاد .. ومالديها من حكم وروايات .. واشعار وحكايات ... ويرافقها الغزل والمداعبات ..
وجلست شهزاد بقرب مليكها ذو الشأن العظيم والقلب الرحيم والخلق الرفيع .. وقلبها مليء بالحنين .. وخوفا من الغدر دفين ....
وبدأت في سرد قصتها وأكمال روايتها ..
سيدي الملك الوقور ..ذو القلب الحنون ... اخذ عابر السبيل الشرير الفتاة الى مكان مجهول .. ليكمل تجهيزه على قلبها المذبوح ..وانهاء أيام سعادتها بزواجه منها وحرمانها من المحبوب ... وابعادها عن بستانها والورود .. وبدأت ايام الشقاء لها في السماء تلوح ...
فسكتت شهرزاد ..ونظرت الى مليكها الحبيب ودعت الله في نفسها أن لا تحرم من سعادتها معه ومن هناها بقربه ..ومن أيامها الجميله في كنفه ... وسرحت بخيالها وهي تتأمل وقار ملكها وجمال هيبته وروعة هدؤه وسكينته وهو يستمع لها ..ولم تنتبه الا وصوت حبيبها يسألها ...وماذا بعد ؟؟؟!!! وماذا حل بالفتى؟؟؟؟!!!
سيدي ...بحث الفتى عن فتاته ...في كل مكان ...وسافر الى كل الامصار .... وعبر البحور ...وركب الافلاك ... وصعد الجبال وقطع الفيافي والقفار ... ولم يجد لها اثر اقدام ... فحزن عليها حزن شديد ... وهام في عشقه الى الوريد ...وناجى طيفه في الاسحار والهجيد ...وذرف الدمع شوقا للرفيق ...وهزل الجسم حتى كاد أن ينتهي ويبيد ... وأنعزل عن البشر وعاش في ركن من العالم بعيد ... يرسم حبيبته ...وينحت صورتها فوق الأشجار والصخر والجليد .. ويكتب إسمها ويرسله مع الحمام .. بريد .. لعله يصلها أو تقرأ ذات يوم نداءه الأخير فترجع له وتحييه من جديد ... فلن ينساها مادام في القلب نبض وحياة الى يوم الوعيد ...
واستمر في ندائه والسفر كل حين ..... فسكتت شهرزاد عن الكلام وفي قلبها خفقة وشوق للأحلام ... وقالت : حان سيدي وقت المنام ونكمل غدا بأذن الرحمن .. فتبسم الملك وترجل عن كرسيه ممسكا يدها بحنان وذهب بها الى عالم الحب والهيام..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

music