السبت، 27 سبتمبر 2014

(( الى الراحل الاديب الكبير فهد الاسدي )) قصة قصيرة : الساعة ---- ليث الاسدي

(( الى الراحل الاديب الكبير فهد الاسدي )) 
قصة قصيرة : الساعة ---- ليث الاسدي
نظرَ الى الساعةِ بعينٍ واحدةٍ فقد أطفأ لهُ المرضُ اللعينٌ احدى عينيه وشّل جسدهٌ عن الحركةِ لمْ يكن يريدٌ معرفةْ الوقت بلْ كان يـتأملٌ ويستعيدُ الذكريات منْ خلال عقاربِ الساعة التي مافتئت بالدوران , تذكّر يومَ القته جدته الضريرة وهي تهزَ له مهده في مياه الهور ولم يفطن لذلك احد لولا صرخته المدوية وهو يغرق في مياهه ومنذ ذلك اليوم أبتدأت شمسه تعلو 
حينها ادرك أن للحياة معنى وصرخةً يجبٌ عليه ان يصرخَها فيها ليزيحَ عنه ركامها ,مضىت الايامٌ الان ولم يعد اسفا" على فراقها فقد أنجز مهمته وبقي عليه الان الاستعداد للرحيل الحزين , سأل نفسه مرارا : مابقاؤك والدهر يرفضك ولم يصغ لكلماتك سوى المعذبون في الطرقات الغريبة يتلمسون الحرية وكسرة خبز يطفئون بها جوع السنين .
تذكر دموعَهم فسقطت منه دمعة هي كل مايستطيع أن يجود بها عليهم الان وهو مقعد ينتظر أسدال الستارة( عندما ينقطع الفيلم السينمائي البالي بمشهدٍ مثير) والان وقد اذنت شمسُه بالغروب وسيغيبُ الجسد وتبقى الكلمات صدىً في قلوب الباحثين عن الحقيقة والصدق .
وهاي هي الساعة قد توقفت به عند التاسعة والنصف صباحا في يوم شتائي ممطر حزين.
نطق بكلمته الاخيرة قائلا : السر الالهي وعندها تجلّى له الجمال بأبهى صورة ابتسم أبتسامته الاخيرة ورحل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

music