الأرواح قبل الأجسام
أنا أختلف مع كثير من البشر وهذه قناعتي
الشخصية في الإنسان كائنا مهما كان ، وبتنوع
أعراقه وقوميته وألوانه ، ،،
الأرواح تهمني قبل الأجساد .. وخاصة جسد المرأة
ومهما كان جماله لا يعنيني بقدر ما تعنيني الروح التي
تسكنه ...
فكم من جسم رائع وجميل وفتان يحمل روحا شريرة
وحقيرة لا هم لها غير المادة على حساب العبادة ...
وكم من جسم هزيل أنهكه ضنك الحياة يحمل روحــــا
طاهرة زكية تمقت المادة وتحب العبادة .. هذا كل ما
لدي يا سادة ..
بالتجربة حدثت معي ، كنت وأصدقائي في بلاد الغربة
نجلس معا في مقهى وفجأة أطلت علينا إمرأة حسناء ذات
جمال فتان تعرف عليها صديقي بإحدى البنوك وجلست إلى
جانبنا ، وبدأنا في أحاديث متنوعة في كل ميادين الحياة وبعدما
أخذت الكلمة لتدلي بدلوها في ذلك الموضوع لاحظت عليها
الإرتباك لقلة الفهم كما لاحظت عليها ضحالة في التفكير وسماجة
في التعبير ..ولا أضيف على هذا شيئا آخر ..
من هنا تغير تفكيري ، أن الأجسام لا تهمني بقدر ما تهمني الأرواح ..
أحيانا تجلس إلى رجل بسيط تلوح في وجهه تعب السنين وعندما تنصت
إليه ترى الحكمة تتناثر من شفتيه المتعبتين وتحس بطيب روحه وخفتها
وتقول في نفسك ليتني جلست إلى هذا وما جلست إلى ذاك ... عندها تتيقن
أن الأرواح تهمنا قبل الأجساد وأصحابها لهم فصاحة وخفة ولطافة وظرافة..
بقلم ـ صلاح صادق الورتاني ـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق