الثلاثاء، 27 أكتوبر 2015

* قصة قصيرة *** مذاقُ الفصولِ ... *بقلم * ‫#‏حسن_علي_محمود_الكوفحي‬ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* قصة قصيرة *** مذاقُ الفصولِ ... ***
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صفقَ يداً بيدٍ ...
لعلها كانت كلمةً عابرة ...
أغرقتها في لجّةٍ من الضّيقِ والحرجِ ...
شعرَ أنّهُ انسلخَ عن ذاتهِ دفعةً واحدةً .. فاقتلعَ الإحساسَ 
والمشاعرَ الطّيبةَ من جذورها في قلبهِ ...
ما زالت تحاول ابتلاعَ .. الكلمة .. بشقِّ الأنفسِ .. فاستلّتْ ضحكةً 
من قلبها الموهَن ... أرادتْ أنْ تقول له من خلال ضحكتها .. أنّ
السّنةَ لها فصول أربعة .. لايُستغنى بأحدها عن الآخر ... ولكلِّ 
فصلٍ طعمهُ ومذاقهُ الخاصُّ بهِ ....
ولكنّها كانت في حالةٍ من انعدام الوزنِ .. فهي غيرُ مصدقة ما 
سمعتْ منه لغاية الآن ...
معنى ضحكتها الواهنةِ .. زادتْ من تعميقِ شعورهِ بالخطأ الجسيم
الذي اقترفهُ ...
ماذا يعني قولكَ لسيدةٍ .. تعبتْ في تزيينِ نفسها من أجلكَ .. لقد 
أتعبتِ نفسكِ بهذا !!! ..
وأرادَ الرّدَّ على ضحكتها .. بضحكةٍ أخرى .. واجتهدَ أنْ تكونَ
صادقةً .. لكنها كانت ضحكةً عاريةً من الدّفءِ والحنانِ .. 
وتتوارى من عيونِ الآخرينَ خجلاً .. غير أنه سرعان ما تداخلتْ
وتمازجتْ مساحيقَ ضحكتهِ في بعضها البعض .. فبدتْ للرائي
مضحكةً ...
أرادَ من ضحكتهِ أنْ يقولَ لها .. أنتِ يا حبيبتي كالفصول الأربعة
في آنٍ واحد .. وكيفَ أنسى تلك الأيام ...
التفتتْ إليهِ في حالةٍ من الصحوِ التّامِّ .. وأغرقتهُ في عينيها 
الجميلتينِ .. رغم تقدّمِ السِّنِّ بهما .. وشعرَ أنّهُ غِرٌّ يحاولُ السباحةَ
في عينيها لأوّلِ مرّةٍ في حياتهِ .. فتراهُ يضربُ بيديهِ ورجليهِ كي
ينجو فيزداد غرقاً ... صرخَ .. أنقذيني .. فأنا أحبُّكِ .....
شعرتْ أنها ثأرتْ منهُ .. فأدارتْ ظهرها لهُ .. وهي لا تلقي
اهتماماً لصراخهِ وتوسلاتهِ .. وذهبتْ إلى المطبخ لِتَقفَ وجهاً 
لوجهٍ
أمام صورةٍ لهما أيامَ الشّبابِ ... حدّقتْ بها .. أحسّتْ بشيءٍ يتململُ
.. يحبو كطفلٍ في صدرها ... حاولتْ صرفَ الأشواقَ من حديقةِ
قلبها الغنّاء .. لكنّها فشلتْ .. طفرتْ من عينيها دمعةٌ تقولُ .. ويلٌ 
لي .. ماذا فعلتُ بالعجوزِ .. فاستدارت كالمهرةِ تجري إليهِ .. من 
أين انبعثتْ هذهِ الحيويةُ والنّشاطُ في قلبها وجسمها !! .. 
فتفاجأتْ بهِ يطوّقها بذراعيه ..........

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

music