قصة قصيرة بقلم / بحر الجوزاء

قصه قصيره
#######
كان رجل يدور فى الشوارع والحارات كأن به مس من الجنون يبكي بكاء حار وينادي :
أين قلبي .. أين قلبي .. من وجد قلبي؟
فدخل يوما بعض احدى الحارات ، فوجد صبيا يبكي وأمه تضربه ، ثم طردته من الدار...
فأغلقت دونه الباب ، فجعل الصبي يلتفت يمينا وشمالا ، ولا يدري أين يذهب ، ولا أين يقصد ،
فرجع إلى باب الدار ، فوضع رأسه على عتبته فنام ، فلما استيقظ جعل يبكي ويقول :
يا أماه من يفتح لي بابه
إذا أغلقت عني بابك؟
ومن يدنيني من نفسه إذا طردتني؟
ومن الذي يؤويني بعد أن غضبت علي؟
فبكت أمه وقامت فنظرت من خلال الباب ، فوجدت ولدها تجري الدموع على خده ،
متمرغا في التراب ، ففتحت الباب ، وأخذته حتى وضعته في حجرها ، وجعلت تقبله
وتقول:
يا قرة عيني وعزيز نفسي ..
أنت الذي حملتني على نفسك .
وأنت الذي دفعنى لما حل بك ..
لو كنت أطعتني لم يكن يصيبك مني مكروه
...........................................................
هنا تلفت الرجل يمناه ويسراه ثم نظر للسماء
وقال بصوت جهور اقرب للصياح
قد وجدت قلبي .. قد وجدت قلبي
وانطلق يهرول مسرعا
...............................................
هل تعرف كيف وجد قلبه؟
في التذلل على عتبات باب ربه ،
والخضوع لطاعة خالقه والفرار منه إليه ،
لأن كل شيء تخافه تفر منه
إلا الله إذا خفته فإنك تفر إليه ..
.............................................................
﴿ ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين ﴾
صدق الله العظيم