الاثنين، 26 يناير 2015

((( لم تغـــــب ))) بقلم أ // شكري مسعى



هذا هو النص الذي كنت سألقيه في المهرجان الدولي للشعر بتوزر ..وفاء لروحيْ الصديقيْن الفقيديْن شكري الميعادي و محمد الغزالي رحمهما الله .
لم تغب
يا صاحبي لا ... لم يحن وقت الفراق
و جوادك المسروج من لهبٍ
يحمحم في اشتياق
وصهيله المحموم يسأل هل يا ترى أين الرّفاق
إنّي أراك مبتسم الفؤاد
تُذري رحيق الابتسامات و تقرع قلب النخيل
و تعدّ للسمّار شهد البوح من عذب المذاق
من تونس الخضراء تفتح للضيوف خيامنا
و توزّع الماء الزلال و تمعن في العناق
كم قد سألتُ
جريدنا عن ذينك النجمين
يأتلقان في يمّ السّماء
كم كان حلمهما نبيلا يكبر في اليوم أعمارا و يورق
في امتشاق
في زورق اللّيل الغريب
هامت حروفي تسأل
عن فارس للشعر يحكي
قصّة العشق المذاب
في سكّر العمر الحزين يردّد
الوعد اشتياق
هل للحروف بعد تسفارك أن تحظى بامتشاق العزف
في وهج العناق
هل للكلام بعد صمتك من هسيس
أيّ صوت يملك التطواف
في لغة الغرام
كم قد سمعتك تهمس متضرّعا
و تدندن اللّحن الحبيب
و تعلّق الأنوار في كفّ البراق
إنّي أراك تمشّط شعر القصيد
تعلو جواد الشّعر
في زمن البيان
نحن هنا نحياك نبضا في القلوب
و بنو عشيرتك هنا يحيَوْن ذكراك على أرض الجنوب
و الواحة الغرّاء تبسُم في ائتلاق ..
يا سيّد القول الحلال
مازال عطر كلامك الزهريّ شهدا من زلال
إنّي أراك تكبر كلّ يوم و توزّع الحنّاء
من كفّ الجمال
ميعادنا فجر القصيد و غزالنا شدو الغروب
لا لم تغب.. ما غام نجمك في الظِلال
و الخيمة العطشى تضجّ و تسأل عنك الرّفاق
أترى يطول غيابك ؟ أترى تؤوب ؟
ضاع السؤال
في شهقة الذكرى الحبية
تنثر الوعد على شفة المحال
ماذا أقول لنخلة تبكي و تمعن في السؤال
و جريدها الموجوع أدماه صهيل الوقت في شفة الظلام
طار الحمام
و نأى بعيدا ينشر مزق الهديل
كم كان شوقه أن يناغي ربّة العشق الحلال
كم كان يعشق صوتها .. خصلات شعرها
تمتطي ظهر الغروب
ضاع الغروب
و تمزّق الحلم على ثغر الأصيل
ميعادنا بدء النشيد
في موكب الدّفن بكى كلّ الرّفاق
إلاّها لم تذرف دموعا ..لم يطب منها العويل
إلاها لم تسفك رحيق العين
في رحم القصيد
إلاّها واحتنا ترتّب كلّ أسباب اللّقاء
لكنّهم منعوا حضور الشمس
في زمن البكاء
قطعوا جبين النور
في وجه السماء ..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

music