الاثنين، 26 يناير 2015

(( مِنْ أيّ صَوبٍ أبتَدِى كَلمِي )) بقلم // الصافي أبو عمار



مِنْ أيّ صَوبٍ أبتَدِى كَلمِي
وأنا المَأسورُ يَغتَالنِى نَدمِى

أفنَيتُ عُمري فِي مُعَاقرةِ الهوَى
بثَرثارِ قَولٍ وأخرى فَى الكَتمِ

وَتَبِيتُ فِى الضّنى خَوَاطِرنا
كمبيتِ الحَجِيج بساحةِ الحرمِ

وَتَلُوح فِى الفضَى نَوَاظرنا
كَـ لَــوَاح التَّائِهِ الغَـــــــــرمِ

لِتَخُطّ فِى الرّقَــــاعِ أنَاملُنا
مِياسَ الوّردِ للعابرِ النَّهِمِ

أنَمُوتُ لِنُحيّى خَــــوَاطرنا
أمْ نُحيها تُعــــــانِقُ الضِّيَمِ

سَكِرَتْ قُلوبٌ قَبْل سَكرَتنا
سَكراً أَجَــنَّ العَقْلَ والكَلمِ

لُولَا المَخَافة لبُحتُ مُعْتَرِفاً
بِمَا أخفَيتَهُ وَخَطّه القَلَمِ

أبَرقٌ بَدى فِي الفَضَى أمْ
غَرِقَتْ رَوحِى بِسَاحَةِ الكَرمِ

لهَا تِيجَانُ الحُسْنِ قَاطِبَةً
وَصَولجَانُ حِبّهَا بِكفّها رُمِى

تَجَمّعَ الحُسنُ فِيهَا وَيَرتَجِيهَا
كلّ عاشِقٍ وَتَتَغَالى بِهِ شَمَمِ

قَرِيَبةٌ قُربَ الدُّنَا وَبِعيدَة
فِى القَول ( تحته القَدَمِ )

ظّمْـــــــــأَى الأرْوَاح لقربها
وسُورهَا بالمَكارِه قَد حُمِى

مَقْصُورةٌ فِى الحُلمِ أبَداً لَنْ
تُرى أو يَصِفهَا حَرفٌ مُتَكلمِ

لَولَا الحَبِيبُ مَا خُلِقتْ جَنّةُ
الخُلدِ وَلا كان أبَا البَرِيّةِ مُعلمِ

فِى الجَّنّةِ الفَيْحَاءُ قَال راجِِياً
رب اجعَلنِى تَحتَ لِواء الخَاتم

فَالأرض سَبعٌ تَزَيّنَ وَجههَا
وَالقَمَر شُقّ كَمَا عَلِمتَ تَكَلّمِ

وَالأمَمُ تَتْرَى بِرِسَالاتِهَا تَمضِى
وكلٌّ يُخبِرُ بَالشَّفِيع القَادِمِ

كلّ الرِّسَالات قَد سُطّرَتْ
تَقلْ نَجَي نَجَى كلّ مُسلمِ

عِيسِى ومُوسَى والخَلِيل قَبلهُم
كلٌ لرَبِ العَالمِين طوعاً مُسلم

حتّى الجِبَال الرّاِسيات بأرضِهَا
خَافَتْ تَنُوء بِحملها يَوم المَنقَمِ

دَعنِى أسِحّ دمُوعاً لا انقِطاع لها
هل يا ترى تمحي أثار تغشمى

وتُعشُّمي فِيكَ يا ربّ الوَرَى
أنْ تَهدِى للنورِ حَرفِى الأَبكمِ

مَازِلتُ فِى حُبّ الحَبِيبِ مُنَافِحاً
وَحباهُ رَبّى وَكان خلقه أعَظم

مَاذَا أكون وَمَا تَكُون مَقَالتِى ؟
وَمُنَزّهُ التّنزِيل أبْهَت كلّ مُجْرمِ

شَوقاً إِليكَ الرّوح تُسدِى طُلبَهَا
لَيتَ البَقِيع يَكون فِيهَا مَخْتَمِى

إنّى ألُوذُ بالّذِي لاذَ الغَزَالُ بِهِ
وَبِكَنَفِكَ الجبّارُ رَبّى أحْتَمِى

ضَاع الكَلامُ سُدى سَيّدِى
وَلِصِدقكَ كلّ رُوَيبِضَةِ يَتَكَلّمِ

وَتَقَطّعَتْ كَمَا أخْبَرتَ ضِيَاعنَا
فَاجمَع عَلَى نَهْجِ الحَقّ أعظُمِى

أُعَفّر خُدودِى مُرغَماً عَلِى
مَا مَضَى بالدَّمعِ يَمزِجهُ دَمِى

فَبَنِى جِلدَتنَا خُرُجٌ عَلَينَا
فلَأِىّ الحِزْبَينِ أنَا انْتَمِى

يَاليتَنِي شَعرةٌ فِى صدرِ صَالِح
يَاليتَنِي غُصْنٌ غَضَِيْضٌ مُرتَمِى

أوسَيفاً فِى يَدِ الحقِيقَةِ مُشهَراً
يَرجوا احْتِضَانَ عُنقَ المُجرمِ

وَتَبقى تَــرِفّ بالأفـَــاقِ رايَتُــــنا
وأمّتنا وَلّادةٌ لا يَتَثَنّى لها العقمِ

مَولاى صَلّى وَسَلّم دَائِماً ابَداً
على حَبِيبكَ سَيّد العُربِ والعَجَمِ

ثُمّ الصَلاة عَلى الآلِ وَصَحَابَتِه
نَهجَ البـَــلاغِ لِمُجْــمِلِ الأُمَمِ

اللّيلُ يَبكِى وَتَبكِى فِيهِ أحرفَنَا
شَوقاً لِمَدحِ حَبِيبَهَا العَصِمِ

أَحمَدٌ فِى الذّكرِ كانَ مُبَشّراً
بهِ عِيسَى كَذَا مُوسَى المُكلّمِ

هلْ يُنْكِر المَعْرُوف غَير مُجَاحِدٍ ؟
هلْ يَتْرك المَدحَ سِوَى الأبْكَمِ ؟

مَازَادَ فِيكَ قَدْراً قَولُ مُنْصِفٍ
وَلا أنْقَصَ بِالهِجَاءِ المُجْرِمِ

أبَا الزّهرَاءُ يَا عَلَمَ الهُدَى أنْتَ
الغَيَاثُ وَمَنْ لنا سِوى الإلَه يَرحَمِ

أيْدِى الوَرَى تُزجِي الكرَى
وَقُلوبنَا لِلُطفٍ تَرجُوا تَتَمْتِمِ

بِنِِبَاعِ شَهدٍ مِنْ كَفّيكَ تَرَقْرَقَت
فاروى قُلُــــوباً يُزجِهَا عَلــقَمِ
--------

الصافى أبو عمار


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

music