السبت، 24 يناير 2015

(( قطوف من حدائق الادب )) إعداد . أ // سيد غيث




❊❊❊ بسم الله الرحمن الرحيم ❊❊❊
اهلا ومرحبا بكم احبتي الكرام في البرنامج الاسبوعي (( قطوف من حدائق الادب ))
وعدد هذا الاسبوع من البرنامج مع ( المعلقة الثانيه ).. من المعلقات .. لطرفة بن العبد )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اعداد الشاعر / سيد غيث ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

❊ مقدمــــــــــــــــــة:-
❊❊ كانت العرب تقيم الأفراح إن برز من أبنائها شاعر مبدع، فالشعر عند العرب قديما كان يرفع من شأن قبيلة ويحط من قيمة أخرى. وكان الشعر، في صدر الإسلام، وسيلة من وسائل الدفاع عن رسالة الإسلام ضد مشركي قريش. كما كان الشعر، في عهد بني أمية، وفي عصر العباسيين، وسيلة من وسائل الفرق السياسية والفكرية المتنازعة، قصد تبليغ آرائها، والدفاع عن مبادئها، في مواجهة خصومها.
❊❊ اسمـــــــــــه:-
❊طرفة بن العبد هو: شاعر جاهلي و شاعر من شعراء المعلقات . اسمه طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد أبو عمرو لُقّب بطَرَفَة، وهو من بني قيس بن ثعلبة من بني بكر بن وائل، ولد حوالي سنة ٥٤٣ من أبوين شريفين وكان له من نسبه العالي ما يحقق له هذه الشاعرية فجده وأبوه وعماه المرقشان وخاله المتلمس كلهم شعراء مات أبوه وهو بعد حدث فكفله أعمامه إلا أنهم أساؤوا تريبته وضيقوا عليه فهضموا حقوق أمه وما كاد طرفة يفتح عينيه على الحياة حتى قذف بذاته في أحضانها يستمتع بملذاتها فلها وسكر ولعب وبذر وأسرف فعاش طفولة مهملة لاهية طريدة راح يضرب في البلاد حتى بلغ أطراف جزيرة العرب ثم عاد إلى قومه يرعى إبل معبد أخيه ثم عاد إلى حياة اللهو بلغ في تجواله بلاط الحيرة فقربه عمرو بن هند فهجا الملك فأوقع الملك به مات مقتولاً وهو لم يكمل الثلاثين من عمره..
❊❊ مولــــــده :-
ولد طرفة بن العبد يتيما من ابيه صغيرا فأبى اعمامه ان يقسموا له نصيبه من ارث ابيه وظلمو حقه فنشأ مع امه.. في بؤس فعانى طرفة من اعمامه كثيراولم يجد دفعا لظلمهم عنه سوى الانغماس في اللهو الذي أسلمه للإهمال في رعاية ما تبقى للعائلة من إبل، مما أغضب شقيقه معبد منه...ولما قصد ابن عمه شاكيا نهره بقسوة فعاد لقبيلته مجددا، لكن ذلك لم يدم طويلا، فقد ضاقت القبيلة بتصرفاته اللاهيه فحكمت عليه بالابتعاد عنها، فصوّر ذلك في معلقته بصورة تهكمية، مستمدة من ملامح بيئته الصحراوية.
❊❊ نبذه عن حيــــــــاته :-
❊بدأ طرفه تجوله في جزيرة العرب محتميا بهجائه المهذب, دفعا لغوائل المتربصين بنزقه الملكي، باحثا عن كنزه المفقود وحكمته المتناسلة من أرحام القوافي. وبين تضاعيف ذلك التطواف نظم تلك المعلقة التي ارتفعت به إلى الصف الأول من شعراء العربية على حداثة سنه وقلة إنتاجه. لكن شعره بما فيه المعلقة التي احتلت سدس ديوانه تقريبا، تميز بذلك الحس الإنساني الفريد من نوعه في جاهلية القصيدة العربية. وأضفت نظراته العميقة للموت والحياة وتصاريفهما فلسفة شعرية قلما انتبه إليها المتقدمون من الشعراء. بلغ طرفة في نهاية رحلة التيه مملكة الحيرة، فنادم مليكها عمرو بن هند، لكن لذة الشاعر الموزعة في مثلث المرأة والفروسية والخمر.
❊ لقد ضاق صدر الملك عمرو بن هند بطرفه العبد. فربما هجاه طرفة بن العبد.. أو تباهى عليه بفروسيته فحكم عليه بالموت. لكنه خشي من مواجهة الشاعر بذلك الحكم القاتل فكتب الملك إلى عامله بالبحرين ان يقتل طرفة فسجنه ثم قتله وهو في نحو السادسة والعشرين من عمره وقد كانت معلقته الذهبية الخالدة قد اكتملت فعلا. وقد اشترك طرفة في حرب (( البسوس )) التي وقعت في نجد بين قبيلتي تغلب وبكر بن وائل وكان معاصرا لملك الحيرة عمرو بن هند وصديقا لاخيه عمرو بن أمامة. وكان طرفة في صباه معجباً بنفسه يتخلّج في مشيته. فمشى تلك المشية مرة بين يديّ الملك عمرو بن هند فنظر إليه نظرة كادت تبتلعة .. ومن بعدها قرر التخلص منه..

❊❊ (( معلقـــــة طرفــــــة بن العـــــــبد )) ...
لخولة أطلالٌ ببرقة ثهـــــــــــــمد
تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد
❊❊❊
بروضة دعميٍ فأكناف حــــــائلٍ
ظللت بها أبكي وأبكي إلى الغـــد
❊❊❊
وقوفاً بها صحبي علي مطــــيهم
يقولون لا تهلك أســــــــىً وتجلد
❊❊❊
كأن حدوج المالكــــية غـــــــدوةً
خلايا سفينٍ بالنواصــــف مندد
❊❊❊
عدوليةٌ أو من سفين ابن يامنٍ
يجور بها الملاح طوراً ويهتدي
❊❊❊
يشق حباب الماء حيزومها بها
كما قسم الترب المفايل باليد
❊❊❊
وفي الحي أحوى ينقض المرد شادنٌ
مظاهر سمطي لؤلؤٍ وزبرجــــــــــد
❊❊❊
خذولٌ تراعى ربرباً بخميلةٍ
تناول أطراف البرير وترتدي
❊❊❊
وتبسم عن ألمى كأن منوراً
تخلل حر الرمل دعصٌ له ند
❊❊❊
سقته إياة الشمس إلا لثاثه
أسف ولم تكدم عليه بإثمد
❊❊❊
ووجهٍ كأن الشمس ألقت رداءها
عليه نقي اللون لم يتـــــــــخدد
❊❊❊
وإني لأقضي الهم عند احتضاره
بعوجاء مرقالٍ تروح وتغتــــــدي
❊❊❊
أمونٍ كألواح الإران نســــــأتها
على لاحبٍ كأنه ظـــــــهر برجد
❊❊❊
جماليةٌ وجناء تردي كأنها
سفنجةٌ تبري لأزعر أربد
❊❊❊
تباري عتاقاً ناجياتٍ وأتبعت
وظيفاً وظيفاً فوق مورٍ معبد
❊❊❊
تربعت القفين في الشول ترتعي
حدائق موليٍ الأسرة أغيد
❊❊❊
تريع إلى صوت المهيب وتتقي
بذي خصلٍ روعات أكتف ملبد
❊❊❊
كأن جناحي مضرجيٍ تكنفا
حفافيه شكا في العسيب بمسرد
❊❊❊
فطوراً به خلف الزميل وتارةً
على حشفٍ كالشن ذاوٍ مجدد
❊❊❊
لها فخذان أكمل النحض فيهما
كأنهما بابا منيفٍ ممرد
❊❊❊
وطيٌ محاٍل كالحني خلوقه
وأجرنةٌ لزت بدأيٍ منضد
❊❊❊
كأن كناسي ضالةٍ يكنفانها
و أطر قسيٍ تحت صلبٍ مؤيد
❊❊❊
لها مرفقان أفتلان كأنها
يمر بسلمي دالجٍ متشدد
❊❊❊
كقنطرة الرومي أقسم ربها
لتكتنفن حتى تشاد بقرقد
❊❊❊
صهابية العثنون موجدة الفرا
بعيدة وخد الرجل موارة اليد
❊❊❊
أمرت يداها فتل شزرٍ و أجنحت
لها عضداها في سقيفٍ مسند
❊❊❊
جنوحٌ دفاقٌ عندك ثم أفرغت
لها كتفاها في معالى مصعد
❊❊❊
كأن علوب النسع في و أياتها
موارد من خلقاء في ظهر قردد
❊❊❊
تلاقى و أحياناً تبين كأنها
بنائق غر في قميصٍ مقدد
❊❊❊
و أتلع نهاضٌ إذا صعدت به
كسكان بوصيٍ بدجلة مصعد
❊❊❊
و جمجمةٍ مثل الفلاة كأنــــــــما
وعى الملتقى منها إلى حرف مبرد
❊❊❊
وخد كقرطاس الشآمي و مشفرٌ
كسبت اليماني قده لم يجرد
❊❊❊
و عينان كالماويتين استكنــــــــتا
بلهفي حجاجي صخرةٍ قلت مورد
❊❊❊
طحوران عوار القذى فتراهما
كمكحولتي مذعورةٍ أم فرقد
❊❊❊
و صادقتا سمع التوجس للسرى
لهجس خفيٍ أو لصوت مــــندد
❊❊❊
مؤللتان تعرف العتق فيهما
كسامعتي شاةٍ بحومل مفرد
❊❊❊
و أروع نباضٌ أحد ملمـــــــــــلمٌ
كمرداة صخرٍ في صفيحٍ مصمد
❊❊❊
و إن شئت سامى واسط الكور رأسها
و عامت بضبعيها نجاء الحفيــــــــدد
❊❊❊
و إن شئت لم ترقل و إن شئت أرقلت
مخافة ملوي من العد محـــــــــــصد
❊❊❊
و أعلم محزوتٌ من الأنف مارنٌ
عتيق متى ترجم به الأرض تزدد
❊❊❊
إذا أقبلت قالوا تأخر رحلها
وإن أدبرت قالوا تقدم فاشدد
❊❊❊
وتضحي الجبال الحمر خلفي كأنها
من البعد حفت بالملاء المعضد
❊❊❊
وتشرب بالقعب الصغير وإن تقد
بمشفرها يوماً إلى الليل تنقد
❊❊❊
على مثلها أمضي إذا قال صاحبي
ألا ليتني أفديك منها وأفتــــــــدي
❊❊❊
وجاشت إليه النفس خوفاً وخاله
مصاباً ولو أمسى على غير مرصد
❊❊❊
إذا القوم قالوا من فتىً ؟خلت أنني
عنيت فلم أكســـــــــــل ولم أتبلد
❊❊❊
أحلت عليها بالقطيع فأجذمت
وقد خب آل الأمعز المتــــــوقد
❊❊❊
فذالت كما ذالت وليدة مجلسٍ
تري ربها أذيال سحلٍ معدد
❊❊❊
ولست بحلال التلاع مخافةً
ولكن متى يسترفد القوم أرفد
❊❊❊
وإن تبغني في حلقة القوم تلقني
وإن تقتنصني في الحوانيت تصطد
❊❊❊
متى تأتني أصبحك كأساً رويةً
وإن كنت عنها غانياً فاغن وازدد
❊❊❊
وإن يلتق الحي الجميع تلاقني
إلى ذروة البيت الكريم المصمد
❊❊❊
نداماي بيض كالنجوم وقينةٌ
تروح علينا بين بردٍ ومجسد
❊❊❊
رحيب قطاب الجيب منها رقيقةٌ
بجس الندامى بضة المتجرد
❊❊❊
إذا نحن قلنا أسمعينا انبرت لنا
على رسلها مطروقةً لم تشدد
❊❊❊
إذا رجعت في صوتها خلت صوتها
تجاوب آظآرٍ علـــــــــــــى ربعٍ رد
❊❊❊
وما زال تشرابي الخمور ولذتي
وبيعي وإنفاقي طريفي ومتلدي
❊❊❊
إلى أن تحامتني العشيرة كلها
وأفردت إفراد البعير المعبد
❊❊❊
رأيت بني غبراء لا ينكرونني
ولا أهل هذاك الطراف الممدد
❊❊❊
ألا أيهذا اللائمي أحضر الوغــــى
وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي
❊❊❊
فإن كنت لا تسطيع دفع منيتي
فدعني أبادرها بما ملكت يدي
❊❊❊
ولولا ثلاثٌ هن من عيشة الفتى
وجدك لم أحفل متى قام عودي
❊❊❊
ومنهن سبقي العاذلات بشربةٍ
كميتٍ متى ما تعل بالماء تزبد
❊❊❊
وكريٌ إذا نادى المضاف محنباً
كسيد الفضا بنهتــــــه المتورد
❊❊❊
و تقصير يوم الدجن و الدجن معجبٌ
ببهكنةٍ تحت الخبــــــــــــــاء المعمد
❊❊❊
كأن البرين و الدماليج غلقت
على عشرٍ أو خروعٍ لم يحضد
❊❊❊
ذريني أروي هامتي في حياتها
مخافة شربٍ في الحياة مصرد
❊❊❊
كريمٌ يروي نفسه في حـــــــــياته
ستعلم : إن متنا غداً أينا الصدي
❊❊❊
أرى قبر نخامٍ بخيــــــلٍ بماله
كقبر غويٍ في البطالة مفسد
❊❊❊
ترى جثوتين من ترابٍ عليهما
صفائح صمٌ من صفيحٍ منضد
❊❊❊
أرى الموت يعتام الكرام و يصطفي
عقيلة مال الفاحــــــــــش المتشدد
❊❊❊
أرى الموت يعتاد النفوس و لا أرى
بعيداً غداً ما أقرب اليوم من غد
❊❊❊
أرى العيش كنزاً ناقصاً كل ليلةٍ
و ما تنقص الأيام و الدهر ينفد
❊❊❊
لعمرك إن الموت ما أخطأ الفتى
لكالطول المرخى و ثنياه باليد
❊❊❊
متى ما يشأ يوماً يقده لحتفه
و من يك في حبل المنية ينقد
❊❊❊
فما لي أراني و ابن عمي مالكاً
متى أدن منه نيأ عني و يبعد
❊❊❊
يلوم و ما أدري علام يلومنــــــي
كما لامني في الحي قرط بن معبد
❊❊❊
و أيأسني من كل خيرٍ طلبته
كأنا وضعناه إلى رمس ملحد
❊❊❊
على غير ذنبٍ قلته غير أنني
نشدت فلم أغفل حمولة معبد
❊❊❊
و قربت بالقربى و جدك إنني
متى يك أمرٌ للنكيثة أشهد
❊❊❊
و إن أدع للجلى أكن من حماتها
و إن يأتك الأعداء بالجهد أجهد
❊❊❊
و إن يقذفوا بالقذع عرضك أسقهم
بكأس حياض الموت قبل التهدد
❊❊❊
بلا حدثٍ أحدثته و كمــــــــحدثٍ
هجائي و قذفي بالشكاة و مطردي
❊❊❊
فلو كان مولاي امرءاً هو غيره
لفرج كربي أو لأنظرني غدي
❊❊❊
و لكن مولاي امرؤ هو خانقي
على السكر و التسآل أو أنا مفتد
❊❊❊
و ظلم ذوي القربى أشد مضاضةً
على المرء من وقع الحسام المهند
❊❊❊
فذرني و خلقي إنني لك شاكرٌ
و لو حل بيتي نائياً عند ضرغد
❊❊❊
فلو شاء ربي كنت قيس بن خالدٍ
و لو شاء ربي كنت عمرو بن مرثد
❊❊❊
فأصبحت ذا مالٍ كثيٍر و زارني
بنونٌ كرامٌ ســــــــــادةٌ لمسود
❊❊❊
أنا الرجل الضرب الذي تعرفونه
خشاشٌ كرأس الحية المتوقد
❊❊❊
فآليت لا ينفك كشحي بطانةً
لعضبٍ رقيقٍ الشفرتين مًهند
❊❊❊
حسامٌ إذا ما قمت منتصراً به
كفى العوذ فيه البدء ليس بمعضد
❊❊❊
أخي ثقةٍ لا ينثني عن ضريبةٍ
إذا قيل مهلاً قال حاجزه قدي
❊❊❊
إذا ابتدر القوم السلاح وجدتني
منيعاً إذا ابتلت بقائمه يدي
❊❊❊
وبرك هجودٍ قد أثارت مخافتي
بواديها أمشي بعضبٍ مجرد
❊❊❊
فمرت كهاة ذات خيفٍ جلالةٌ
عقيلة شيخٍ كالوبيل بلندد
❊❊❊
يقول وقد ثر الوظيف وساقها
ألست ترى أن قد أتيت بمؤيد
❊❊❊
وقال : ألا ماذا ؟ ترون بشاربٍ
شديدٍ علينا بغيه متعـــــــمد
❊❊❊
وقال ذروه إنما نفعها له
وإلا تكفوا قاصي البرك يزدد
❊❊❊
فظل الإماء يمتللن حوارها
ويسعى بها بالسديف المسرهد
❊❊❊
فإن مت فانعني بما أنا أهله
وشقي علي الجيب يا ابنة معبد
❊❊❊
ولا تجعليني كامريء ليس همه
كهمي ولا يغني غنائي ومشهدي
❊❊❊
تبطيء عن الجلى سريعٍ إلى الخنا
ذلولٍ بأجماع الرجال ملــــــــــهد
❊❊❊
ولو كنت وغلاً في الرجال لضرني
عداوة ذي الأصحاب والمتوحد
❊❊❊
ولكن نفى الأعــــــــــادي جرأتي
عليهم وإقدامي وصدقي ومحتدي
❊❊❊
لعمرك ما أمري علي بغمةٍ
نهاري ولا ليلي علي بسرمد
❊❊❊
ويومٍ حبست النفس عند عراكه
حفاظاً على عوراته والتهدد
❊❊❊
على موطنٍ يخشى الفتى عنده الردى
متى تعترك فيه الفرائض ترعـــــــد
❊❊❊
أرى الموت لا يرعى على ذي جلالةٍ
وإن كان في الدنيا عزيزاً بمقعد
❊❊❊
وأصفر مضبوحٍ نظرت حـــواره
على النار واستودعته كف مجمد
❊❊❊
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً
ويأتيك بالأخبار من لم تـــــزود
❊❊❊
ويأتيك بالأخبار من لم تبـــع له
بتاتاً ولم تضرب له وقت موعد
❊❊❊
لعمرك ما الأيام إلا مـــــــعارةٌ
فما اسطعت من معروفها فتزود
❊❊❊
ولا خير في خيرٍ ترى الشر دونه
ولا نائلٍ يأتيك بعد التلــــــــدد
❊❊❊
عن المرء لا تسأل وأبصر قرينه
فكل قرينٍ بالمقارَن يقـــــــتدي
❊❊❊
لعمرك ما أدري و إني لواجل
أفي اليوم إقدام المنية أم غد
❊❊❊
فإن تك خلفي لا يفتها سواديا
و إن تك قدامي أجدها بمرصد
❊❊❊
إذا أنت لم تنفع بودك أهــــــــله
و لم تنك بالبؤسى عدوك فابــــعد
❊❊❊
لا يرهب ابن العم ما عشت صولتي
و لا أختني من صولةٍ المتـــــــــهدد
❊❊❊
و إني و إن أوعدته أو وعدتـــــــــه
لمختلفٌ إيعادي و منجز موعــــدي

❊❊ وفاتـــــــــــــة:-
❊ كتب الملك عمرو بن هند كتاباً إلى (( المكعبر )) حاكم البحرين وعمان وإذ كانا في الطريق بأرض بالقرب من الحيرة، رأيا شيخاً دار بينهما وبينه حديث. ونبّه الشيخ المتلمّس إلى ما قد يكون في الرسالة. ولما لم يكن المتلمّس يعرف القراءة، فقد استدعى غلاماً من أهل الحيرة ليقرأ الرسالة له، فإذا فيها: "باسمك اللهم.. من عمرو بن هند إلى المكعبر.. إذا أتاك كتابي هذا من المتلمّس فاقطع يديه ورجليه وادفنه حياً.. فألقى المتلمّس الصحيفة في النهر، ثم قال لطرفة أن يطّلع على مضمون الرسالة التي يحملها هو أيضاً فلم يفعل، بل سار حتى قدم عامل البحرين ودفع إليه بها. فلما وقف المكعبر على ما جاء في الرسالة أوعز إلى طرفة بالهرب لما كان بينه وبين الشاعر من نسب، فأبى. فحبسه الوالي وكتب إلى عمرو بن هند قائلاً : "ابعث إلى عملك من تريد فاني غير قاتله". فبعث ملك الحيرة رجلاً من تغلب، وجيء بطرفة إليه فقال لـــه"
إني قاتلك لا محالة فقتله ..

❊❊ الخاتمـــــــــــة :-
❊وهذه المعلقة اذا قسَّمناها إلى وحدات تسير في اتجاه فكري واحد، يمثِّل فلسفة "طرفة بن العبد، ورؤيته للكون والحياة والإنسان، هذاالاتجاه الذي يختلف عن الاتجاهات التي تتواجد في معلقة "امرئ القيس"، ويختلف عن النسَق الفكري الذي تحتويه معلقة "زُهير"، وعن الاتجاه الفكري في معلقة "لبيد"...وايضا تختلف كليا عن باقي المعلقات .. فشاعرنا له بصمه مختلفة وفكر ليس له مثيل بين شعراء الجاهلية .

❊ وقد فضلوا بعض النقاد معلقة (( طرفة بن العبد )) على جميع معلقات الشعر الجاهلي لما فيها من الشعر الإنساني ـ العواصف المتضاربة ـ الآراء في الحياة ـ والموت جمال الوصف ـ براعة التشبيه، ولعل انتمائه إلى منطقة من أكثر الأماكن تحضرا في الجزيرة العربية (إقليم البحرين)، جعل ذلك الشعر الإنساني أكثر بروزاً لديه مقارنة بغيره من شعراء الجاهلية. يتجلى لنا طرفة شاعرا جليلاً من فئة الشبان الجاهليين ففي معلقته من الفوائد التاريخية الشيء الكثير كما صورت ناحية واسعة من أخلاق العرب الكريمة وتطلعنا على ما كان للعرب من صناعات وملاحة وأدوات.
❊ مات طرفة بن العبد في سن صغيرة وترك لنا ديوان شعر اثرى به المكتبة العربيه ومعلقته الخالدة ..
فيموت الشاعر وتخلد دائما الكلمات ..
والي لقاء جديد احبتي الكرام من البرنامج الاسبوعي (( شاعر وقصيدة )) ومعلقة جديدة ..

حقوق الاعداد والنشر محفوظة للشاعر / سيد غيث ...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

music