السبت، 28 نوفمبر 2015

سلام على الشهداء بقلم شكري مسعي

سلام على الشهداء
أتعرف أنّ القصيد خلاص المحبّين و الأشقياء
و أنّ القوافي التي عمّدتها دموع النساء 
و باحت بأسرار كلّ الصّبايا 
و نامت بحضن المواجع في جرح ليل 
كئيب الظنون عديم الرجاء
ستعطي النشيج رعاف المآقي 
و تذرو على جرح كلّ الغيوم رذاذ البكاء ؟؟؟
أتعرف ما في الفؤاد المضرّج بالاحتمال
و ما في العيون من الشوق و الانتظار
و ما في الصدور من الابتهال 
و ما في الأكفّ من الظلّ يقفو هفيف الدّعاء ؟؟؟
أتعرف يا صاحبي 
دموع التي قبّلت زوجها من جبينه قبل الرحيل
و قالت له و ارتجاف الشفاه يمزّق سطر الكلام 
:سأدعو لكي لا يطول الغياب 
و أنهي الصيام لتأتي إليّ .. تعود إلى عشّنا في المساء
أتعرف كم تذرف الأم عند الفراق .. 
و معنى انتظار الحبيب بليل مطير عقيم الضياء
و معنى النحيب و معنى البكاء ؟؟؟
سلام على الراحلين بموج المنايا 
على كلّ من أسكتوا شدوه ذات غدر 
و من ألبسوه كساء الدماء
سلام على الأرمله 
تعدّ اليتيم ليكبر رغم المواجع ..
رغم التفجّع رغم البلاء
سلام على كل ثكلى 
تعدّ العشاء الأخير و ترتق لليل ألف رداء
سلام على الطّفل يسأل أين أبوه ؟
لماذا تأخّرْ .. لمَ لمْ يعدْ ...
ليأخذه في عناق طويل و يحكي له
عن لصوص البلاد و عن قصّة النهب و الاعتداء
و عن جدّه كيف مات شهيدا و سالت على التّرب 
منه الدماء ..
سلام على موكب الشهداء
على كلّ من قد رموه بغدر لتحيا البلاد 
و يخضرّ زرع و ينبع ماء 
و يكبر ذاك الرضيع اليتيم و يكتب اسم أبيه 
الشهيد بخطّ غليظ بلون السماء ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

music