الاثنين، 30 نوفمبر 2015

قنطرة العقاب رواية من تأليف عصام قابيل

قنطرة العقاب
رواية من تأليف عصام قابيل
الحلقة الثالثة
*************
قلت في نفسي
اااااااااه يبقي دول بقي الشرطة ...يانهار_ 
أسود هو أنا خلاص أتسطلت جامد كده
طيب وهاعمل إيه...يالهوي ده انا دكتور هايبهدلوني وهاتضيع كرامتي
وبدأت أفيق قليلا وغلبني الهم والنكد ولم أفق إلا على صوت أحدهم وهو يقول
_ يالا يابن المسطولة انت وهو
وبدأ الضرب باللكمات والركلات وأظنني كان لي نصيب فيها ثم دخلنا واصطففنا بفعل اللكمات والركلات إلى جوار الحائط وكان المكان ضيقاً شعرت بمزاحمة من إلى جواري ودفعه لي المتوالي واقتراب الأنفاس وصوت الهمهمة يسود المكان حتى جاء الرجل القوي والذي علمت أنه ضابط كبير بالقسم فقد وضح 
ذلك من هيبته وسطوته وإذعان الجميع له
...أتوا له بكرسي وجلس أمام الطابور الذي إصطففنا فيه وأخذ يسأل من أول الطابور كل عن الإسم والعمل والسكن حتى أتى دوري وكنت قد أفقت بنسبة كبيرة وبادرني بالسؤال
_ إسمك إيه يالا؟
رددت بصوت يشوبه الخوف والخجل معاً
_ إسمي حسن
_ شكلك لابس نضيف ...ولا سارق الهدوم دي
_حضرتك أنا مش حرامي
_ إنت بتشتغل إيه يالا
وهنا تلعثمت لشعوري بالخجل وترددت قليلا 
في الإجابة إلا أنه بادرني وهو يصيح
ماترد ياروح ماما مالك؟_
قلت بصوت خافت
دكتور_
وكأن الكلمة نزلت عليه كالصاعقة فقال وهو يصدر أصواتا من فمه
??_ دكتور ....
_أيوة حضرتك
أخرجت بطاقتي وأنا أشعر أن كل
الموجودين ينظرون إلي وأكيد أنهم يسخرون مني ثم أعطيتها له , أخذها بطريقة فيها تعجب ظهرت علي ملامحه, قال وقد تغيرت لهجته 
_ إنت من باب الشعرية.... وإيه اللي جابك المكان ده , ده مش مكانك...غرزة في حارة اليهود؟ 
يادكتور
سرت الطمأنينه إلى نفسي قليلا ولكنها طمأنينة مشوبة بالخجل وشعرت أنني أغوص في مكاني وتمنيت أن تبتلعني الأرض ولم يخرجني من هذا الشعور إلا صوت الضابط يقول
_ تعالى هنا يادكتور
ووجدته يأمر أحد الجنود أن يأتي بكرسي ويضعه إلى جوار مكتب 
النوبتجي ويقول
_ أقعد يادكتور
شعرت براحة نفسية كبيرة وبدأت أساريري تنفرج شيئاً فشيئاً ودار بخلدي شريط ذكرياتي بسرعة...وكيف وصلت لهذه المرحلة من التدني...كيف وصلت إلى قاع المجتمع بهذه 
السرعة , لقد نشأت في بيئة طيبة تعلمت فيها الأصول والمبادئ ذلك لأننا كنا نقيم مع جدتي في نفس الشقة والتي كانت دوما تحثني على الصلاة ومن ثم القيم والمثل بطريقة العيب وكانت تبث في
مراعاة الحلال وتجنب الحرام بطريقتها العفوية الجميلة وكانت
كثيرة الخلاف مع أبي بسبب عنفه
الشديد معي وكثرة ضربه لي بطريقة
وحشية ثم إهاناته المتكررة لي وخاصة أمام الناس وتبادر إلى ذهني
ذلك المجهود الخارق الذي بذلته أمي حتى أكمل تعليمي وكانت تشجعني على التفوق وأعتقد أنه لولاها بعد فضل الله تعالى ماوصلت 
إلى ماأنا فيه
...ولكن ماالفائدة الآن وأنا أشعر أنني أتجه للهاوية ولا أدري لماذا أريد أن أهرب من الدنيا وأدفن رأسي في رمال الغيبوبة
وأفقت على صوت الضابط وهو يقول لي
_تعالى معايا يادكتور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

music