اغتراب بقلم الشاعر نورالدين نويجم
اغتراب
الماءُ يشربُ من عينيَّ بالقِربِ
خيالَها حين يهمي من عيونِ ظبي
يباغتُ الحسَّ يجلو عنه بُرقَعَهُ
ويرحلان معا..فوقَ ارتعاشِ صبيْ
كادَ الأسى ،لو سها يبكي مصائبَه
يُميتُهُ في كفوفِ البرد والنصبِ
لكنه لم يزلْ يحبو على فتنٍ
أقلها أنه المنفيُّ في الشُّهُبِ
وكمْ منَ الأشقياءِ اختارَ معدنَهمْ
عيشُ الشموخِ وما خرّوا من الوصبِ
لو يعلمون لقد آنستُ خفقتَهمْ
بداخلي هي كالإرماشِ للهدُبِ
لو يعلمونَ لقد آويتهم دنِفا
وما دروا أنهم ضروا بمنتسِبِ
لو يعلمون لقد أخفيتُ أدمعَهمْ
بفرحتي فاختصرتُ الحزنَ بالأدبِ
لكنهم آثروا خوفا تملّكهم
عن انتشاء أريج الحب من أرَبي
لقد يؤانسني ثلجٌ يطوقني
وعثرةٌ، بابتعادِ الروح ،في كثب
لأنهم أسلموا للشكِّ هدأَتَهمْ
وأسلموني لترحالٍ بلا سببِ
أتورِثُ النفسَ دمعا منهمُ أسِفا
وتمنحُ الحزنَ أميالاً من الحِقبِ؟
كفاكَ ظلمًا لنفسٍ لمْ تنلْ رُطبا
وعُدْ كما كنتَ طفلا ماتعَ الرُّطَبِ
ستشرقُ اللحظة الأسمى علانيةً
ويذهلُ القاعدونَ اليومَ من ذهِبيِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق