الخميس، 13 أغسطس 2015

عتاب --- بقلم محمود الصميدي

عِـتـــــــابْ !!
=======
***
كهـلٌ أنا ومُـجرَب ٌ
لي نظرةٌ في الحب...

كانت ثاقبهْ !
أحببتُ زنبقةً سباني طرفُهـا
قلبي تلوّعَ في الهوى
والروح هامت ذائبهْ !
********
لكنْ تصادف أنْ مرَرْتُ ببابها
والشوقُ يسبقني الى أعتابهـا
فارتدَّ طرفي حائراً مما رآهُ
وقال لي:
يامن سَبَتْكَ بنظرةٍ
إنْظُرْ إليها إنهـــا مسلوبةٌ
لا سالبهْ !!!
********
ناشدتُها :
ماذا دهاكِ؟
فأنْكرَتْ واستنْكَرَتْ
وأتتْ إليَّ مُعاتبةْ!
ما زلتَ رجعـــــياً حبيبي؟!
قُلْتُ: لا......لا لستُ رجعياً
ولكنْ طينتــــــي بشر أغارُ
فأردفتْ: أهواكَ لكنْ!
أنت ترميني جُزافاً
ما عرفتَ الحبَ يوماً
ما ورَدْتَ مشاربهْ !
********
قلْ لي بربكَ ما الهوى؟
أطرقتُ أرْكــزُ جبهتـــي
استحضــر الماضـــي
افتش في قصاصات الهوى
أغفو قليلا ثم أصحــو
والحروف تثاقلتْ أجفانُها
مـالتْ علـى قِرطاسـها
متثائبـهْ !
وكذا بحور الشعر جفَّ مـِدادُها
ذَرَفـَتْ قوافيها وعادتْ شاحبه !
********
وأجبتها:
إن باتَ قلبُ الحبِ يـرفعُ حاجبـهْ
إنْ لم تكـــنْ خفقـاتُه متقــاربـهْ
إن غابت الــذكرى وولَّتْ هاربــهْ
فالحبُ زيــفٌ والمشاعر كاذبـهْ !
********
قالتْ: رويدكَ
إنني ما عدتُ أرجو
أن يُجمِّعنا الزمانٌ ولا المكانْ
وتحـدثــتْ كمُـحاسبــهْ
قامــــتْ تُقلـِّبُ حاســبه !
بدأتْ بجمعٍ ثم أجرتْ قسمةً
أمّا النتيجةُ خائِبـهْ
قلبي وقلبكَ في الهوى متناقضانْ !
يا مـن جرحـتَ كرامتـــي
هانتْ عليك أنوثتي
وبِذا حُرِمْتَ نعومتي
واعلمْ بأني لن أكون حبـيبةً
لِمُعقَّدٍ متخـلِّفٍ
أو صاحبــهْ !
********
ردَّتْ عليها : حكمةٌ
من حنكةِ الحكماءِ
جداً صائبة :
للـدُّبِ فروٌ نـاعــمٌ لا تـأمَـنَــنَّ مخالبـه
لا تحضننَّ الدُّبَ إن الدُّبَ يقتـلُ صاحبه!
وأجبتها يا مهجتي
ما زال حبك في فؤادي
ظـاهـــرا !
ويظـل طيـفـك
حـاضــرا !
لكنـنا لن نلتقي ولتعْـلمـي :
إن هـاج شوقي للـقاء فإنـنـي
أدعو الزمانَ بأن يعيدَ إلى الوراءِ
عقاربـَـهْ !
********
قالتْ:نسيتَ جنوننا ؟!
فأجبتها:
يا منيتي زَلَّ اللسانُ بدعوةٍ
ما غادرتْ قلبي !
وإني ناطرٌ ذاك الجنون بلهفةٍ !
قالتْ: حبيبي يا أنـا
إن قُلْتُ أني قد نسيتكَ لحظةً
لا تلتفتْ لمقولتي
خذني إليك وضُمّني
إني أتيتك يا مليكي
تـائـبـــهْ!!
******
========
(ملك القوافي)

========

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

music