السبت، 27 فبراير 2016

أخيلة الرحيق بقلم الشاعر عماد النفزي


أخيلة الرحيق بقلم الشاعر عماد النفزي 




حين يحين طوفان المعاني 
لن أجد سفينة نوح 
فقط سراب من أجنحة متكسرة 
مشحونة بالغياب 
فرسمت بقلمي أشرعة 
و نفخت فيها من وجعي 
و لكنها لم تتقن التحليق 
تحطمت على أقنعة الخيال 
فسرجت أخيلة الرحيق 
ونمت في كهوف النحيب 
أتقلب على جمر قصيد 
مزقته سيوف الرقيب 
و مضت ازمنة موغلة 
كأني ما غبت غير حين 
فقلت يا وهمي الساكن بين الضلوع 
مالك تعتنق النحيب 
هل نلت من الصمت غير الجروح 
أم هزك الشوق لذاك الأصيل 
و دفعك الموج في لجج الرحيل 
أتريد أن تبحر دونما نوح
ودون أن تكتب موعدك الأخير 
هون عليك يا صاحبي 
عبثا تصارع أوراق الخريف 
مات في العشق قبلك ألوف 
و مانالوا غير مشقة الهجير 
و تاه في الصحراء ذو همة 
أغراه السراب بعطر غدير 
و أدمت اقدامه مسافات 
و أنهكه في الوهم طول مسير
و لهجوا بالذكر حياتهم 
ينادون السميع القدير 
فكانت نهاياتهم بداياتهم 
و راحوا في الأفق قولا أثيرا 
و سجل التاريخ ما فعلوا 
ماتوا كأن ما عاشوا إلا قليلا 
سحابة من فرح حبلى أحيانا 
و أحيانا يسكنها الوهم المقيت 
و كم من عناقيد العنب نضجت 
و قد كانوا يشتهون بعض الزبيب



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

music