الأربعاء، 30 ديسمبر 2015

قنطرة العقاب بقلم الشاعر / ‏عصام_قابيل‬

قنطرة العقاب
رواية من تأليف عصام قابيل
الحلقة الثانية عشرة
***************
وشعرت بنفسي أنجذب لها كثيرا 
ولست أدري ماالذي دهاني ,حيث أصبحت أسعى لتقريب المسافات بيني وبينهاوتذويب حالة الجمود التي تصيب أي علاقة تواصل في أولها ...وبنفس السرعة هي أيضا شجعتني على ذلك وكانت تطيل النظر إلي وساهمت في رفع الحواجز والكلفة فيما بيننا حتي أصبح كل منا ينادي الآخر بلا ألقاب وتحفظات وقسمت العمل فيما بيني وبينها حتي يتسنى لي وقت لمتابعة المكتب
وظللنا على هذا المنوال نتقارب كل يوم من بعضنا البعض في نفس الوقت الذي ازدادت فيه حالة الجفاء والنفور بيني وبين نادية واتسعت الفجوة دون إرادتي
كنت أحاول تحجيم مشاعري بين حين وآخر ولكن هيهات هيهات فقد إندفع قلبي بشراهة المحروم نحوها
واحتوتني بمشاعرها الصامتة التي كانت تصرخ منادية على وجداني
وأصبح أروع أوقات الراحة النفسية والسعادة القلبية في تلك الساعات التي 
اقضيها في رحابها
حتي جائت مرة وقالت
_ عاوزة أقولك على حاجة
قلت وقد دفعني الفضول للانتباه
_ إتفضلي
قالت وقد كست وجنتيها شئ من الحمرة
_ معلش هي حاجة مخجلة لكن حاسة اني عاوز احكيهالك علشان ماينفعش انك ماتعرفهاش
قلت وقد زاد الشغف
_اتفضلي سامعك
استرسلت
_ أول مااشتغلت هنا في مرة جيت بدري قبل وقتي بحوالي نص ساعة ...المواصلات كانت كويسة وجيت بدري...ثم تلعثمت وتوقفت فقلت مستحثا
_ ها وبعدين ؟
قالت وقد إزداد وجهها إحمرارا
_ فتحت الباب بتاع العيادة لقيت التومرجية صباح في وضع مش كويس مع عم شوكت المعاون
نظرت إليها فهربت بأ نظارها الناحية الأخرى وسادت حالة من الصمت ولكنني باردرتها قائلا
_ وبعدين إيه اللي حصل؟
قالت
_ صرخت بكل قوتي وفقدت شعوري والدنيا كلها اتلمت علينا وكان منظر مايعلم بيه الا ربنا
صحيح ماكانش يجب اني اعمل كده لكن معرفش الشعور الي جاني ساعتها
قلت لها مندهشاً
_ لكن الأمور رسيت على إيه بعد كده
قالت
_ حصلت تحقيقات واستدعوني اكتر من مرة للشئون القانونية واضطريت اني استعين بشهود علشان هما نكروا وكانوا بيتهموني إن أنا مضطهداهم واتهموني إن أنا بسرق أدوية وحاجات كتير لكن طبعا كان كله كلام في كلام ومن غير أدلة وفي النهاية إتخصم من كل واحد فيهم 15 يوم واتنقلوا للمخازن
قلت
_ياه كل ده حصلك ...؟ ياقلبك على الأحداث دي دي كانت معمعة
قالت في خجل
_ أهو الي حصل بقى
ومنذ ذلك اليوم صارت بيني وبينها حالة ود شديدة وصرنا نأكل سوياً ونتحدث في أوقات الفراغ من العمل بدون توقف حتى قالت ذات يوم
_ عاوز اقولك على حاجة
قلت متلهفاً
_ خير اتفضلي
قالت وقد نظرت في الأرض

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

music