قصيدة \ خارج نطاق الجاذبية
للشاعر المصرى \ وائل العجوانى
استلقى على ظهركِ ..
فوقَ أسرِّةٍ من شرايينى وأوردتى
وتصفَّحى كُتباً لاتنتهى من الحنينِ
منقوشةً بِدماءِ الشوقِ فى رئتى
وراقبى جمالكِ حينَ الشوقُ يُثقبنى
فيمتطينى الوجدُ فوقَ
ظهورِ أخيلتى ..
تفقدى ما غرسناهُ سوياً من الضلوعِ
من بساتينَ وأقمار ونجومْ
وحبَّاتِ لؤلؤٍ ترتوى منها الدُّموعْ
أبحرى فى دِمائى ..
بينَ مستعمراتِ الإسفنج..
والأسماكِ المُلوَّنةْ ..
ومستعمراتِ اللؤلؤِ الحزينْ ..
تمدَّدى فوقَ حشائشى البحرية
وانظرى إلى وجهكِ الجميلْ
فى مرايا طفولتى المائيةْ
وحاولى أن تكشفى العلاقاتِ المُعقَّدة
مابينَ نبضِ أحاسيسى
وهديرِ هذا اللجينْ
نحنُ الآنَ خارجَ الجاذبيةْ
مقعدُكِ هنا بجانبى
فى مركباتِ الجنونْ
التى لا تعترفُ بقوانينِ الجاذبيةْ
نحنُ الآنَ بِمداراتِ الهوى
ومدائنَ العشقِ الحريريةْ
فانطلقى كما تشائينْ
واقطفى كما تشائينْ
من شهدِ أحاسيسىَ الغراميةْ
فالهوى قمرٌ فضائىٌ..
لا يعترف بالجاذبية
ودِمائى ودِماؤكِ
مقتنعتانِ بأنَّ الهوى
تجربةٌ فريدةٌ للعيشِ
خارج نطاقِ الجاذبيةْ
ولاشكَّ أنَّ نبضَ قلبى
ونبضَ قلبكِ ..
هما كلُّ سماواتِ الخلودِ والحريِّةْ
تمدَّدى كما تشائينَ فى دِمائى ..
وارقصى كما تشائينَ
واسحبى خصرى
لمسرحِ رقصكِ المائى
خلِّى يديكِ مع يدى
حينَ نكونُ معاً فى الأرضِ
أو فوقَ السماءِ
فأنتِ حبيبةٌ لا تأتى
فى العمرِ إلاَّ مرةً واحدةْ
وأنتِ عشقٌ
يسرقُ دِماءَ القلبِ
ويجعلُ من شرايينهِ وأوردتهِ
أساطيلَ غرام
تكتشفُ الممالكَ الغامضةْ
ويجعلُ كلَّ نيضةٍ فيهِ
سفينةً فضائيةً رائدةْ
تمدَّدى بينَ حروفِ شعرى
لكى تهبيها الخلودَ الحسِّىّْ
والجنونَ .. والاستقرارَ النفسى
وصالحينى يا حبيبتى ..
على أناجيلِ الوجعِ المستبدْ
ورتبى صحائف روْحى
فمنذُ تدفقتِ فى أوتار قلبى
وأنا أشعرُ أنى حصلتُ
على نوعٍ من الخمور
يسكبُ الجمالَ الأبدىّْ
والجنونَ الأبدى
من قدمى إلى رأسى
منذُ ملكتِ ممالكى ياحبيبتى
أشعرُ أنَّ فراشكِ الملوَّنَ الجميل
يصبُّ لىَ الحنانَ ..
والطربَ الجميلَ ..
والأقمارَ ..
والأزهارَ..
فى كأسى ..
ويدقُّ لى فى كلِّ لحظةٍ
ألفَ مهرجانٍ ..
من الطبولِ الأفريقيةِ
معلناً ..
بدايةَ عُرسِى !
قصيدة \ خارج نطاق الجاذبية
للشاعر المصرى \ وائل العجوانى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق