الأحد، 26 أبريل 2015

(( قطوف من حدائق الادب )) و دراسة عن فنيات كتابة (( الروايــــة )) اعداد وتقدم الشاعر القدير سيدغث

 







❊❊ بسم الله الرحمن الرحيم ❊❊
اهلا بكم احبتي مع برنامج : (( قطوف من حدائق الادب ))
و دراسة عن فنيات كتابة (( الروايــــة )) ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اعداد الشاعر / سيد غيث...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

** المقدمـــــــــــــة :-
الرواية العربية هي : فن أدبی حظي بأهمية بالغة في ميدان الأدب العربي المعاصر منذ التدخل الأجنبي وحضوره الي الشرق.. فحينما بدأت رحلات المثقفين والأدباء إلی أوروبا في أواخر ( القرن الثامن عشر ) واجه هذا الفن تغييرات في مضامينه و أشکاله بسبب استلهام الکتّاب العرب من تلك المضامين الموجودة في الغرب مثل مضمون الحب و الحرب و المضامين الاخري التي تناسب تذوّقات الشعوب الشرقية . في هذا التطور الروائی في عصرنا الحديث ..
** تعريف الروايـــــــــــة:
*الرواية هي عباره ( عن سرد نثري طويل ) تصف شخصيات خيالية وأحداث على شكل قصة متسلسلة كما أنها أكبر الأجناس القصصية من حيث الحجم وتعدد الشخصيات وتنوع الأحداث وقد ظهرت في أوروبا بوصفها جنساً أدبياً مؤثراً في القرن الثامن عشر، والرواية حكاية تعتمد السرد بما فيه من وصف وحوار وصراع بين الشخصيات وما ينطوي عليه ذلك من تأزم وجدل وتغذيه الأحداث.

** اصول الروايــــــــــــة :
* والرواية تعد نتاج غربي وصل الينا عن طريق التقليد والترجمة والتأثر بالأدب الغربي وخاصة الفرنسي منه. وما كتب من نصوص سردية تراثية عربية فهي تفتقد إلى المقومات الفنية والخصائص الجمالية الحقيقية والتوجه العلمي يمثل هذا التوجه الباحث المغربي أحمد اليابوري الذي يرى أنه لابد من تجاوز المقاربات التقليدية في تفسير نشأة الرواية، واستبدالها بمقاربات نصية تجنيسية حديثةبغية معرفة المكونات البنيوية التي تتحكم في توليد الرواية وتكونها ونشأتها. بمعنى أن اليابوري ينطلق من السيميائيات التطورية لفلاديمير كريزنسكي في تفسير نشأة الرواية، والتركيز على الرواية بمختلف اتجاهاتها لاتخلو من الذاتي والموضوعي من اليومي والتاريخي من الشعوري واللاشعوري أي من مكونات تنتمي إلى حقول متعددة وأحيانا متباينة يوظفها التخييل عن طريق اللغة وفق ظوابط شكلية متغيرة حسب تغير الازمان والعصور .

** معنى كلمة رواية لغويــــا :
*أطلق العرب لفظ (رواية )على عدة معان وعدة أسماء مثل الحديث .. والخبر.. والسمر.. والخرافة.. وأقدم قصص عربية مدونة ما أورده القرآن عن الأمم الغابرة، تسرية عن النبي وإنذاراً للكفار..
وكلمة رواية ترد الي الفعل الماضي الغائب المفرد ..(( روّى )) وهذا الفعل ليس بغريب ولا بمستكثر على العربية والناطقين بها ؛ فهو الفعل ( روى ) مليئ بالدلالات الجيدة التي تأتي على أمر رواية الشعر والحديث وما إلى ذلك ، فقد أورد الجوهري في الصحاح عن مادة ( روى) أنها تأتي بمعان ٍ كثيرة تبعا لفتح أو ضم الراء بها وما يهمنا
من أمر تلك المعاني هو مسألةُ الرواية التي هي صفة تطلق على من
( يروي ) شعرا ويستظهره فهو ( راوٍ ) والهاء هنا للمبالغة ..

** انقسام اراء النقاد العرب في نشآة الرواية :
اولا : وقد انقسم العرب إلى فريقين من حيث نظرتهم لنشأة الرواية العربية ؛ الفريق الأول يرى أنّ الرواية العربية لم تُعرف كفنٍ له أصوله ، ومرتادوه إلا بعد اتصال الغرب بالعرب بعد عصر النهضة ، وهي أي الرواية العربية الحالية ، هي صورة وصدى للرواية الغربية المعاصرة ، تتأثر بها أسلوبا وفكرا . فالرواية العربية لا تعدو أن تكون واجهة ومرآة للرواية الغربية، فالأديب المصري جمال الغيطاني يقول: " من خلال قراءتي لبعض الإنتاج الروائي العربي، لاحظت أنه يدور في فلك الشكل الروائي الذي وجِدت به الرواية في العالم الغربي، بل إنّ بعض الكُتاب تأثروا باتجاهات معينة في الأدب الغربي، وحاولوا نقلها إلى تجربتهم الروائية". ويحذو حذو الغيطاني فريق كبير من النقاد العرب . الذين ينظرون إلى الرواية العربية نظرة شكلانية ، بحيث يعقدون مقارنة بينها وبين ما عند الغرب . ويصمّون آذانهم عن التراث ومايختزنه من ملامح تدل بشكل أو بآخر على بدء ونشوء الرواية لدى العرب ، وإنْ كان هذا كله لا يقع تحت مسمى روايةٍ بما نعرفه الآن.
ثانيا: وعليه يرى الفريق الثاني إلى أنّ فن الرواية هو قديم قِدم العربية ويُدخلون في ذلك ما تحويه خزائن التراث العربي، من كتب تتوافر فيها بشكل أو بآخرملامح وإرهاصات الرواية مثل الملاحم والسير .

** ظهور الرواية العربيــــــــــة :
*ظهرت الرواية العربية في ( القرن التاسع عشرالميلادي ) متأثرة بهرمية الأنواع في التراث الأدبي العربي حيث حاد الروائيون العرب الأوائل عن المعايير الأوروبية في الكتابة الروائية وأعادوا تكييف النوع ليتطابق مع الأشكال النثرية في التراث العربي فلم تكن الرواية بمفهومها الأوروبي معروفة لدى القراء العرب ومن هنا تم تقريب هذا النوع الأدبي الجديد إلى قراء اعتادوا لقرون عديدة على ميراث أدبي محدد يرجع الى حكي الملاحم لعنترة بن شداد وسيرة بني هلال والبطولات ابو زيد الهلالي .. والزير سالم .. والقصص الوارد من بلاد فارس
( كالف ليلة وليلة ) .. وبلاد الهند كقصص (كليلة ودمنه ) وغيرها .

** العناصر التي تقوم عليها بناء الرواية :
*البطل: وهي الشخصية المحورية في العمل الأدبي وشخصيته دائماً ما تكون مرنة قادرة على التغير..
*الخصم: وهو القوى التي يناضل معها البطل والذي يقدم عنصر الشر في الوقت ذاته، وقد يكون الشر مقدما في صورة بسيطة أو صورة معقدة بأحداث وشخصيات متعددة. ولا يتمثل الخصم في شخص فقط يحاول هزيمة البطل والانتصار عليه.. فمن الممكن أن يكون صراع البطل نفسيا مع سلوك وقرارات خاطئة تراوده ويحاول التغلب عليها.
*الشخصيات المساعدة (الثانوية): إذا كانت الرواية تركز على بطل أو بطلين (قوى الخير والشر)، فهناك شخصيات أخرى متعددة تكمل بناء الرواية وتسمى بالشخصيات المساعدة أو الثانوية. فقد يكون ليس لهم دور رئيسي لكنه أساسي وبدونه لن تَكتمل الأحداث.

* الحبكـــــــــــة :
هي : سير أحداث القصة ناحية الحل. ويوجد نمطان لأحداث الحبكة وهما :-

= الحبكة النمطية: وفيها تسير الأحداث بالشكل المتعارف عليها من البداية الطبيعية للأحداث ثم التسلسل الطبيعي في حدوث الأزمة ثم تصاعدها ومحاولة حلها.
= الحبكة المركبة: التي تبدأ الأحداث فيها بالنهاية، ثم يتم استعراض الأحداث التي أدت إليها.. أي يبدأ الكاتب بالعقدة ثم يحاول حلها.
* المـــــــوضــــــوع:
الموضوع هو القيمة الفنية التي يتم تقديمها في الرواية ويدور حولها مضمون الرواية بأكمله.كما يمكن وصف الموضوع بأنه رسالة أو الدرس الذي يحاول الكاتب أن يلقنه للقارئ. ويُكشف الستار عن هذه القيم من خلال العقبات التي تواجهها شخصيات الرواية محاولين تخطي هذه العقبات من أجل إحراز الهدف، ويعتبر الموضوع هو أساس القصة والغرض منها وبدون الهدف ستصبح القصة تافهة.

* الزمان والمكـــــــــان :
• زمن الروايـــــــة :
يوجد زمنان للرواية، الأول هو الزمن العام الذي تدور فيه أحداث الرواية كحقبة زمنية محددة مثل قرن أو سنة من السنين، والثاني هو الزمن الخاص أو يُطلق عليه زمن الرواية هو الذي يقدم فترة زمنية محددة تدور فيه الرواية كيوم محدد من أيام الشهر وما إلى ذلك.
• مكان الرواية :
لابد وأن يكون وصف الكاتب للمكان وصفاً حياً لكي يتعايش القارئ مع أحداث الرواية وكأنها حقيقة، وهذا يتطلب من الكاتب زيارة أماكن الأحداث حتى يتمكن من وصفها بدقة.
• العـــــــقـــــــدة :
ويُطلق على العقدة "الحبكة الأولى"، وهي بدء الصراع الذي يخلق الحركة وتقدم أحداث القصة، وهو المشهد أو الحدث الذي يغير من حياة البطل/البطلة وترسله في رحلة لكي يحل هذه العقدة أو الصراع. وبدون وجود العقدة وحدوث التغير في شخصية البطل وظهور عنصر التشويق والإثارة فستظل القصة "ساكنة بلا حراك".

• الأحداث المتصاعدية:
وهي محاولة حل البطل ( للعقدة ) بعد اكتشافها ولكنه يُقابل بقوى الشر التي تحاول منعه من حل هذه العقدة.. وهنا تصبح الأحداث متصاعدة. وقوى الرغبة في التغلب على هذه الشرور تلازم البطل طوال أحداث القصة وهذه الرغبة لا تجعله يستسلم. وهذه الأحداث المتصاعدة هي قوى الصراع بين البطل وخصومه، ويبدأ البطل في رحلته بالبحث عن مفتاح الحل، وقد تتلاشى هذه الرغبة في بادئ الأمر إذا تعرض للهزيمة لكن سرعان ما تعاوده بقوة مرة أخرى لكي يحل العقدة ونصل إلى نهاية الرواية.

• الذروة ( نقطة الظهور) :
فإذا كانت العقدة هي "الحبكة الأولى"، فذروة الأحداث هي "الحبكة الثانية"، وهي اللحظة التي يكتشف فيها البطل طبيعة العقدة المقدمة في الرواية (الصراع) وعلاقتها بحياته ويُطلق عليها "لحظة الكينونة" وهذا ما قالته الكاتبة "فيرجينيا وولف". وفيها تتضح جميع العلاقات في الرواية بين الخير والشر وقد لا يعرف البطل كيفية حل هذه العقدة لكن كل شيء وكل معلومة تتضح أمامه في هذه المرحلة من الرواية.
• الحـــــــــــــــــــــــوار:
الحوار هو المحادثة أو تبادل الكلام بين شخصين أو أكثر من شخصيات الرواية، ووظيفة الحوار الأساسية هي إعطاء فكرة عن أحداث الرواية وعن زمانها ومكانها. ونجاح الحوار يتحقق بالاستخدام الصحيح للكلمات واللهجات وبالنبرات الصوتية الملائمة. كما أن من مقومات الحوار الناجح ابتعاد الكاتب عن استخدام اللغة الرسمية التي يصعب على القارئ فهمها إلا بعد قراءتها عديداً. مع تجنب الخطأ القاتل بتكرار ثم قال: "---"، وصرخ: "---"، ثم رد قائلاً: "---"... إلخ، والكاتب الماهر يكتفي بأن يكتب الجملة الحوارية بطريقة واضحة يستطيع القارئ فهم من الذي يقوم بتوجيه الحديث ولمن؟ وإذا كانت هناك ضرورة لاستخدام مثل هذه الكلمات فيتم اللجوء إليها بدون قطع تسلسل الرواية أمام عين القارئ .
• حــــــل العـــقــــــــدة :
تقل حدة التشويق والإثارة عند هذه النقطة في القصة، حيث تعود الأحداث من جديد في الرجوع إلى إيقاعها الطبيعي الذي بدأت به. وهنا يتم التوصل إلى الحقيقة والتي بمقتضاها يحل البطل الصراع. وفي هذه المرحلة لم يعد البطل هو الوحيد الذي يعلم بالمشكلة ولكن أصبحت الحقائق مرئية أمام جميع شخصيات العمل، ويقول نجم السينما العالمي "بروس ويلز": "ذروة المشكلة يمكن تشبيهها بالدم الموجود داخل الجسد، أما عند حلها يصبح الدم خارجه".
** المقومات الفنية للرواية :
الطول ليس العنصر الوحيد الذي يميز الرواية عن باقي الأجناس الأدبية النثرية الأخرى، وإنما توجد مقومات فنية أخرى تجعلها ممتعة لقرائها. ومن هذه المقومات الفنية العناصر التالية:
• موضـــــــــــوع الرواية :
يدور العمل الأدبي فيها حول حادثة رئيسية واحدة، تتفرع منها أحداث ثانوية أخرى متعددة، وعلى الرغم من تركيز الأحداث على بطل أو اثنين إلا أنه هناك شخصيات ثانوية أيضاً تظهر في هذه الرواية تقوم بتجسيد هذه الأحداث أو المواضيع الثانوية.

• التفصيل في الروايــــة :
من خصائص الرواية أن كاتبها يميل إلى الإسهاب في سرد الأحداث بما فيها الزمان والمكان ولا يترك شيئاً إلا أن يقدم له وصفاً مفصلاً.. حيث أن الرواية تستمد طولها من هذا الوصف التفصيلي. ويضم الموضوع العديد من الأمور التي تعكس دقائق الأمور في بيئة أو مجتمع، فنظرة الكاتب هنا في الرواية هي نظرة شمولية لا تقتصر على خبراته الشخصية وإنما تشتمل على أحداث وطبائع وعادات وأزمنة قد لا يكون مر بها.

• فنــــــــــية الروايـــــة :
هناك بعض النقاد يشيرون إلى أن الرواية تفتقد إلى عنصر الفنية لتشعب أحداثها والوقوف على تفاصيل يتم الإسهاب فيها. أي أن حرية الكاتب سواء للإيجاز أو الإسهاب (بالطبع دون أن تتأثر المقومات الأساسية في كتابة الرواية) يعنى عدم التقيد، وعدم التقيد يعطي سهولة في الكتابة ولا يكون هناك احتياج للدقة.
• طبيعة الروايــــــــة :
تقدم الرواية سرداً لأحداث وأزمنة وأماكن كثيرة، وهذا يتطلب أن يكون كاتبها مؤرخ للتاريخ، أو أن يكون باحثاً اجتماعياً ملماً بكافة التفاصيل حتى تتوافر المصداقية في روايته لأنه يتناول الحدث وكأنها تحدث في الحقيقة.. الأمر الذي يتطلب الدراسة المتعمقة لكافة الأنماط المحيطة به في البيئة لكي تبدو طبيعية لتتوافر واقعية الأحداث. فالإنسان ينجذب إلى كل ما هو واقعي أو اجتماعي يحدث من حوله.

• ذاتية الروايــــــــــة :
راوى أو سارد أو كاتب الأحداث بوسعه أن يعرض وجهة نظره الذاتية من خلال موضوع الرواية ولكن بطريقة غير مباشرة وفي حين أن الأنواع القصصية الأخرى تكون موضوعية تقل التفاصيل فيها وتلتزم بقالب فني معين.

** انـــــــــواع الروايـــــــة :
* الرواية العاطفية (الرومانسية):
وهي الرواية التي تغلب عليها قصص الحب والمثالية، ولا تلفت إلى مشكلات المجتمع

* الرواية البوليسية:
وهي التي يُطلق عليها رواية الجريمة، قوامها التشويق والإثارة حيث تُقدم الرواية في صورة ألغاز الجريمة

* الرواية التاريخية:
هو ذلك النمط السردي الذي يستمد أحداثه من التاريخ بل وشخصياته أيضاً .

* الرواية السياسية:
هي رواية النضال الإيجابية العادلة ومكافحة السلبيات في المجتمع .

* الرواية الوطنية :
وهي روايات التضحية من اجل الوطن والبحث عن الحريات من براثن الاستعمار الذي يمثل الظلم .

* الرواية الواقعيـة:
هي سرد لقصص لأشخاص واقعيين وأحداث حقيقية من خلال الأساليب الدرامية للرواية.

** من اشهر الروائيين في اوروبا :
= إيرنست هيمنجواي : روائي امريكي عاش في فرنسا ..ولد في ١٨٦٦وتوفي
عام ١٩٦١ .
= بلهام جرنفيل وودهاوس : روائي إنجليزي.. ولد عام ١٨٨١ . وتوفي عام ١٩٧٥ .
= أوسكار وايلد :الكاتب الأيرلندي المولد الذي عاش معظم حياته في إنجلترا ولد
عام ١٨٥٤ وتوفي عام١٩٠٠ .
= أرثر كونن دويل : طبيباً اسكتلندياً وروائياً مشهوراً ..ولد عام ١٨٥٩وتوفي عام١٩٣٠
= إدجر ألان بو : شاعر أمريكي وروائي وناقد : ولدعام١٨٠٩ وتوفي عام ١٨٤٩ .

** ازدهار الرواية الإنجليزية في القرن الثامن عشر ..
* اظهرت الرواية الإنجليزية شكلاً أدبيًا بارزًا في إنجلترا خلال القرن الثامن عشر الميلاديويعد بعض النقاد دانيال ديفو أول روائي في إنجلترا بالرغم من افتقار رواياته لحبكة موحدة. فكلتا روايتيه روبنسون كروزو (١٧١٩ميلادية ) و مول فلاندرز سلسلة من الأحداث في حياة أشخاص عاديين، لكنهم أكثر ذكاء من غيرهم.

**الرواية في القرن التاسع عشر ..
أنجبت روسيا خلال القرن التاسع عشر الميلادي روائيَيْن كبيرَيْن هما ليو تولستوي وفيودور دوستويفسكي، وكلاهما من كبار أساتذة المدرسة الواقعية. وإن كانت رائعة تولستوي الحرب والسّلام (١٨٦٩ميلادية ) تصوِّر أحداث هجوم نابليون الأول على روسيا، إلا أن هذه الأحداث تتداخل مع قصص أخرى، تصوَّر حياة طبقات مختلفة من المجتمع الروسي، كما تقدّم رواية أنَّا كارنينا (١٨٧٥- ١٨٧٧ميلادية) للمؤلِّف نفسه قصة حب مأساوية. على حين اشتهر دوستويفسكي.. بتحليله أغوار النفس الإنسانية ومعالجته للأفكار الفلسفية. ومن أشهر رواياته في هذا( الميدان الجريمة والعقاب (١٨٦٦ميلادية) والإخوة كارامازوف٠.أضاف كُتّاب هذا القرن من الإنجليز إضافات بارزة إلى تقنيات الروائيين الأوائل، فأنتجوا أعمالاً كثيرة رائعة.
كما كتب روائيون آخرون من فرنسا وروسيا والولايات المتحدة روايات ذات قيمة أدبية كبيرة. وقد سيطرت الحركة الرومانسية ـ التي تقوم على التعبير الكامل عن العواطف والخيال ـ على أدب أوائل القرن التاسع عشر الميلادي. ثم أعقبتها الحركة الواقعية التي تنادي بتصوير الحياة بدقة كما هي.

ففي بريطانيا أبدع الكاتب الأسكتلندي الرومانسي السير وولتر سكوت الروايات التاريخية وساعد على انتشارها. ومن أشهر هذه الروايات ويفرلي (١٨١٤م)
وإيفانهو (١٨١٩م). وقد ظهرت روايات العادات والتقاليد خلال القرن التاسع عشر الميلادي متأثرة بأسلوب العلاقات الاجتماعية وحياة طبقات معينة. ومن أشهر هذه الروايات رواية الكبرياء والتحامل (١٨١٣م) لجين أوستن التي تناولت التقاليد الاجتماعية ومشكلات الحب والزواجومن أشهر الروائيين والروايات التي ناقشت زيف الطبقات الارستقراطية والبرجوازية ما كتبه وليم تاكاري في سوق الغرور (١٨٤٧-١٨٤٨م) وتشارلز ديكنز في أوليفر تويست (١٨٣٧ - ١٨٣٩م) وهي تعرض لمشكلات الطبقات الدنيا في لندن. وجورج إليوت في سيلاس مارنر (١٨٦١م) وتعرض لمجتمع القرية والمدن الصغيرة وتوماس هاردي في دير برفيل (١٨٩١م)، حيث عرض لشخصيات قدّرت عليها حياة مأساوية .

** الرواية في فرنســـــــا:
وفي فرنسا أثر الروائيون الفرنسيون في تطور الرواية خلال القرن العشرين الميلادي تأثيرًا كبيرًا. إذ ساهم ستندال في تطور الرواية النفسيّة كما كتب جوستاف فلوبير
مدام بوفاري (١٨٥٧م) بتفاصيل واقعية تعطي صورة مرئية عن الأجواء الداخلية لشخصياته. وقد أثرت طريقته هذه في عدد من الكتاب. وساهم إميل زولا في إرساء دعائم المدرسة الطبيعية، فأصبحت اتجاهًا مهمًا في الأدب خلال هذا القرن. وقدَّم في رواية جرمينال (١٨٨٥م) شخصيات تعيش في ظروف خارجة عن إرادتها.

** الرواية في اميكـــــــا :
شهدت الولايات المتحدة الأمريكية العديد من كبار الروائيين خلال القرن التاسع عشر الميلادي منهم ناثانيل هووثورن الذي اشتهر باستخدام الأسلوب الرمزي وتحليل الجوانب الخفية في حياة شخصياته وسلوكها كما في روايته الحرف القرمزي (١٨٥٠م). كما كتب هرمان ملفيل موبي ديك أو الحوت (١٨٥١م). وتثير هذه الرواية، في قالب رمزي، أسئلة فلسفية عن الخير والشر. أما الكاتب مارك توين فعُرف بأسلوبه الفكاهي الساخر واستخدامه اللهجة العامية الخاصة لتعرية نفاق المجتمع وقسوته. وأطيب مثال على ذلك روايته مغامرات هكلبري فن (١٨٨٤م). ويتصدر هذه الفترة كاتب كبير هو هنري جيمس الذي كان متمكِّنًا من تقنية كتابة الرواية وبنائها المسرحي، خاصة في معالجاته للعلاقات الاجتماعية وتصويره لنفسيات الشخصيات الذكية الحساسة التي قدَّمها في اعماله.

** اول رواية ترجمت الى العربية ..
رواية (( روبنسون كروز )) من تأليف ( دانييل ديفو) وقد نشرت للمرة الأولى سنة (١٧١٩) وتعتبر الرواية الأولى في الإنكليزية. وهي تعتبر اول قصة تترجم الى العربية .
وبرغم أن القصة تعتبر من أعظم القصص في تاريخ الأدب الأوربى إلا أن هناك تشابهاَ مريباَ بين فكرتها وفكرة قصة حي بن يقظان لابن طفيل لكن أقرب احتمال هو أنه استقاها من حياة بحار علق في جزيرة مهجورة ويدعى ألكسندر سيلكيرك. القصة كانت مصدر لعدة قصص وأعمال تلفزيونيه أخرى مثل طرزان وماوكلي .

** اول روايــــــة عربيــــــــــــــة:
* يجمع مؤرخو الأدب العربي على أن ( رواية زينب ) للدكتور محمد حسين هيكل هي أول رواية بالمفهوم الروائي في الأدب العربي وقد وقعها كاتبها باسم -فلاح مصري- عام (١٩١٤ ميلادي ) فتكون ( زينب ) هي أول ولادة لأول رواية عربية مصرية أما ما صدر قبلها من أعمال سردية، فإنه لا يؤلف بنظر هؤلاء المؤرخين عملاً روائياً أو أعمالاً روائية.
ويقول ثروت أباظة: إن رواية زينب كان الشكل فيها طيبا بسيطا لا تعقيد فيه, حتى البناء كان بسيطا والقصة في ذاتها رومانسية اتخذت أشخاصها من أهل القرية البسطاء, وقال: حتى الروايات التي ظهرت بعدها كان فيها نفس العيوب التي حملتها رواية -زينب - وان كانت رواية الحكيم - عودة الروح-حققت نجاحا ساحقا ففيها الكثير من العيوب, ومن الطبيعي أن تكون تلك العيوب في بناء الرواية فهي مازالت وليدة جديدة ودخيلة على أدبنا العربي ومازالت بين الرفض والقبول , ولكن نرى بعد ذلك أن روايات طه حسين والمازني ورواية سارة للعقاد قد نجحت وخلت من كثير من عيوب من سبقها.

**من رواد الرواية في الوطن العربي ..
* الرواية عند نجيب محفوظ صاحب ( جائزة نوبل ) في الاداب ..
نجيب محفوظ ( ولد في العام ١٩١١ وتوفي في ٣٠ اغسطس ٢٠٠٦) روائي مصري هو أول اديب عربي حائز على جائزة نوبل في الأدب كتب نجيب محفوظ منذ بداية الأربعينيات واستمر حتى ٢٠٠٤ ميلادية. تدور أحداث جميع رواياته في مصر، وتظهر فيها ثيمة متكررة هي الحارة التي تعادل العالم بالنسبة له .

*نجيب محفوظ بدأ حياته الأدبية بکتابة المقال و کانت عنايته الأساسية بالمقالات الفلسفية .و من خلال اهتمامه بکتابة المقال« اقدم علی کتابة القصة القصيرة في فترات هامة من التاريخ المصری الحديث . فمجموعته الأولی «همس الجنون» کتبت في فترة أليمة شهدت نجاح مؤامرة البورجوازية المصرية الکبيرة بالتصالح مع الإستعمار الإنجليزی و اخماد ثورة ١٩١٩ ميلادية وانتهت بتوقيع معاهدة ١٩٣٩ ميلادية التی اکسبت وجود الإستعمار الإنجليزی شرعية» وبذلک أصبحت الرواية عنده مرکز الإهتمام و انصرف إلی کتابة الروايات و قام بها في الموضوعات المختلفة ، الروايات التی تعتبر صدی لواقع المجتمع المصری.و لقد مرت الرواية عند نجيب محفوظ بمراحل هی: التاريخية ، الإجتماعية ثم الفلسفية .
** اشهر ( عشر ) روايات عربية معاصرة ..
= الثلاثية .. لنجيب محفوظ / مصر .
= وسمية تخرج من البحر ..ليلى العثمان / الكويت .
= موسم الهجرة الى الشمال.. الطيب صالح/ السودان .
= الحرب في بر مصر .. يوسف القعيد / مصر .
= رجال في الشمس ..غسان كنفاني / فلسطين .
= الرجع البعيد ..فؤاد التكرلي / العراق .
= ثلاثية ( ساهبك مدينة اخرى ) ..احمد ابراهيم الفقية / ليبيا .
= كوابيس بيروت .. غادة السمان/ سوريا.
= ليلة السنوات العشر ..محمد صالح الجابري / تونس .
= باب الشمس.. الياس خوري / لبنان .

** الخــــــــاتمـــــــــــة :-
ولا يسعنا في نهاية الدراسة الا ان نقول بان الروايات الحديثة التی نقوم بقراءتها اليوم قطعت اشواطا من التطور من حيث الکتابة و المضمون إذ انها في الفترات السابقة کان يلاحظ فيها استلهام کتّابها من الغربيين خاصة في مضامينها حيث أنهم کانوا يقيمون کثيرا بالتقليد فی هذا المجال اما من خلال هذا التطور فظهر الکتّاب الکبار في البلاد المتعددة منهم نجيب محفوظ فی مصر الذی کان يکتب عن البلاد العربية خاصة عن مصر و حقائقها و إنّ المضامين التی کان يستخدمها کانت منبعثة عن بلاده فلذلک باهتماماته الکثيرة بالنسبة للرواية إنها وصلت إلی حدٍ اصبحت قابلة للقراءة علی المستوی العالمی .
والى لقاء آخر جديد احبتي مع دراسة جديدة ..
و (( فنيات كتابة السيناريو.. والحوار )) ..

** حقوق الاعداد والنشر محفوظة للشاعر/ سيد غيث .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

music