الاثنين، 30 مارس 2015

مقالات مشاكسة ___ بقلم الا ستاذه غالية عيسى


 
مقالات مشاكسة
(رجل نحلوي )

(إن تكوني جارية فتلك مصيبة
وإن تكوني جرة فالمصيبة أعظم )

الرجل هنا هو ذلك السائل النحلوي بشهده ولسعته
للحبيبة رسائل العشق والغرام والقصائد وألوان الموسيقى ،،
صور الشموع وباقات الورود وهمس العصافير وهديل الحمام
فهي الجرة التي يصب بداخلها الرجل النحلوي شهده
ومعسول حديثه وسلوكه
وطبعا هذا ليس بلا مقابل فالمسكين يغذي غريزته الروحيه ويفرغ طاقاته الرومنسية ويقضي غرور ثقته أنه مازال شابا تعشقه العذارى فهو كما يدعي ضحية زوجة تصب جل اهتمامها في بيتها وأبنائها وتتركه وحيدا !

هاهو الغروب يطل بتألق الجرة وامتلاء جرتها مع اكتمال القمر ..!
ولكن !

لليل أحاديث أخرى
أحاديث الجسد
هنا يبدأ دور الجارية أقصد الزوجة
التي كانت قد قضت نهارا كاملا في خدمة الرجل النحلوي
وأبنائه وبيته
لكنها تقف أمام المرآة اﻵن بكامل عذوبتها وأنوثتها تنتظر
سي السيد لتلبي له حاجاته
وهاهو ذاك السبع الذي كان قطا في الجرة
وهي ذلك الوعاء المخملي الذي يفرش أجنحته ليطير النحلوي البغيض ويلسع الجارية بكرامتها وأنوثتها معا !

في ذلك الحين تتصل به الجرة لكنه اﻵن بين أحضان الجارية التي يبغضها طوال النهار هي اﻵن عالمه وملكوته الذي يعشق السكون إليه
فتبقى الجرة عالم هلامي زلق !
وتبقى الجارية عالم متناقض يحرق بقدر مخمليته ويلين بقدر تحجره !

وفي الحالتين يجب أن تستفقن أيتها القوارير؛
إن أحسست بأنك جرة ؛ فتعففي
وإن أحسست بأنك جارية ؛ فتمردي.

الحياة نصفك إن تكن رجلا نحلويا
والحياة كلك إن تكن رجلا قيميا !

اللوحة للفنانة اللبنانية العالمية الصديقة مجد رمضان
غالية عيسى
مقالات مشاكسة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

music