الأحد، 29 مارس 2015

لله درك ياشام _ بقلم الشاعر ابراهيم عبدالعزيز بركات

 

لله درك يا شام
أتــضـــرُ أحقادُ الـــعــــدا ذاك الفتى؟ ... لا والذي رفع السما مـــــــا وحــــدا
إن الــعـــدا فــــي جمعهم عانوا البلا ... أمّا الفتى فهو الذي قــــد أســعــدا
حسبوا السعادة في ظلال فسوقهم ... أو في ظلال الكفر أو مـــن عــانـــدا
قتلوا العباد بـظـلـمـهـم وجحـودهـــم ... وأتوا على مـــن للجرائم جـــاهـــدا
وشعارهـــــم أن الــرذائـــل نـهـجـهـم ... وصغارهم وكبارهـــــم اسـتـنـشــدا
ظـــلـمَ الليالي والمناعـي والأســى ... وبظلهمْ ابـــــن اللئام تــــســــيـــدا
لكنهم خـــــابوا وخــــاب مسـيرهـــم ... خـــابـــوا وزادوا ذلّـــــــة وتـــــبــــددا
أمّـــــا الخيار فهم أسارى رجسـهـــم ... وإذا عـصـى رجــــل تــــراه شــــاردا
لا تــحسـبـنّ فـلــولــهــم أحـبـابـنــــا ... أو مـــــن رمــــوه تراه فـيـنـا راشـدا
وبمصر أو شــام الجهاد وكــــل مـــــن ... عرفوه من أبنائهم مـسـتــشـــهـدا
أصحاب خـيــر لا ردى هـــــــم للـفـدا ... أجـنـادنــــا والله خــيـــر شــاهــــدا
غاظوا جموع الكفر أصحاب الدجــى ... والفسق من منهاجهم اسـتـبـعــدا
غـــربـــاء فــــــــي أوطانهم ومحبهـم ... يـسـعـى لـنـصـرتهم ولــــــن يترددا
ثــــاروا عــلــى ظــلـــم اللئام وإنهـم ... لـلـــحــق أنـصــار ودونهم الــــــردى
بــدمائهم ضحـوا وكــــــــل نـفـيـسـة ... وحشــودهــم أضحت سبيلا واحـدا
لا فــــــرق بين رؤوسهم وجنودهـــم ... كــــــلاً تــــرى متيقظاً مستأســــدا
يا شــــام صبرا قد أتى يـــوم المنى ... يوم يكون الحـــــق نهجا ســـائــــدا
يـــــــــــا مــصـــر لا تتألـمـي وتـزيني ... إن طـــــال ظــلـــم لا ولــــن يتجددا
مهما يطول الظلم فــــــي أوطـانـكـم ... أو يرتقي مــن تحسبوه مــعـــانـــدا
لا بــــدّ مـــن زمـــن جـمـيـل زاهـــــر ... ويكون فينا المجد مجــدا خـــالــــدا
لا تـحـسـبـنّ الله عـنـهـم غـــــــافــلا ... أو يـــتــركـــنّ لــهــم عماداّ صامــدا
انـظـر إلـــى عـــاد وفـرعـون الـــــذي ... قــتــل الـــدعـــاة ولـــم يكن مترددا
وثــمــود أصحاب الرذائـل لا الـهـــدى ... أو كل من للكــفــر زان وســـــانـــدا
كيف المصير؟ وأين هم مــن نافقوا؟ ... أين الطغاة ؟ومن قضى مستِعبدا ؟
هـلـكـوا وكـــانـوا عـبـرة ولـغـيـرهـــم ... أيــــــــام نحس خالدات سرمــــــدا
يــــــا شــــام إن النصر حتما قــادم ... فـــــالـنـصـر أضـحـى عـنـوة مـتـأكـدا
والله مـــــــن فــــوق السماء توعّــدا ... ابــــنَ الـجـحـود ومـثـلَـه الـمـتـمـردا
لكنّما لا بدّ مــــن صـــبـــر فـــــكـــم ... مـن محنة قــامـت ولاقــت مـسـنـدا
أو كـــــربــــة أو ظــلــمــة قـد زالـتــا ... والله مــــــــا أبـقـى لـهـن شـواهـــدا
وكـــــذا يزيل مــــــن الحياة ظلامها ... ويـزيـل بـشـارا ومـسـخـاً بــــــــائـــدا
بــــشـــارُ مـــن نصب العداء لديننا ... ولأهـل كـفـر قـــد دعــا مـسـتـنـجـدا
قتل الطفولة في الديار..ومــا جنوا؟ ... وعــلـــى جماجمهم أقـــــــام موائدا
وجـــنــــائزُ الأشياخ تتلـــو بـعـضـهـا ... وجموعَ إخوان طـــــــوى ومساجـــدا
وسـيـذكــر الـتـاريـخ كـيـد تــشـيـع ... قد عاث في الأرض الفسادَ وعربـــدا
لاقـــــى الأحـبةُ منه كــــــل ضغينة ... والشامُ تـــأبـــى كيدَه الـمـتـوقــــدا
يـــــا شـــام إن الظلم حتما ينتهي ... فالله لـــــم ينصرْ ويــكــرمْ فــاســـدا
فـهـــو الذي من قبل أفنى غيـرَهم ... زعــــمـــاءَ والأمــــراءَ والــمــتــسيدا
إن الـــــذي رفــــع الـسـمـاء لـقـادر ... وكفى بــــه مـتـرصـدا ومـشـاهــــدا

شعر: إبراهيم عبد العزيز بركات/ القدس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

music