الثلاثاء، 15 سبتمبر 2015

الهلفوت ... بقلم الشاعر محمد حسانين



سألنى صديقى عن سر هذا الحزن الدفين ؟ وكيف مات الفرح فى مقلة عين دامعة منذ سنين ؟ ولماذا جميع كلمات كتاباتى تخالطها الدموع؟ لماذا إنصهرت على أوراقى هذا الكم الهائل من الشموع ؟لماذا مات الأمل فى قلمى وصار مثلى يصرخ من فرط الألم ""موجوع""؟
تسائلت عن سر سؤاله الغريب لماذا لا ينصت إلى هذا الكم الهائل من البكاء والنحيب وسط ذاك الضجيج المسمى بضجيج الحياة ؟ كيف لا يشتم رفات الموتى أسفل أحواض الزهور؟ كيف لا يتألم لنداءات تطلب النجدة تستصرخ وبشدة تطلب العفو من قلوب لا تعرف الرحمة من خلف الأسوار العالية المحاطة بالكلاب والوحوش المفترسة فى الغابات المظلمة حيث لا يوجد مكان للتفرقة بين عالمٍ وجاهلٍ وبين ظالم ومظلوم!!!
لست من دعاة التشاؤم ولست من محبى النكد والأحزان لم يكن شكسبير سوى عبقرى وفنان تتبع المأساة تلو الأخرى ولو لحق بعرش كسرى ما تغيرت كتاباته ولا تبدلت أمانيه ,,, لست سوى طيف لشبح غريب كشبح هاملت ظهر وإختفى دون أن يستشعر وجوده أحد غير القليل هكذا نحن فى عيونهم "" هلفوت حقير "" يخرجون ليل نهار يلقون بالأكاذيب فى طريقنا ,,,,العوام تبصق فى وجوهنا تطاردنا وتمطرنا سبابا ولعنات يقولون لولاهم لكنا جميعا فى عداد الأموات ؟ ينعوننا بالجهل وهم يتجرعون من حوض الجهل منذ سنوات !!!
صديقى أغرب ما فى المعرفة نشوتها الرائعة حينما تبلغها ومخاض ولادة نتائجها والام إعتيادك على تجاهلها !!
كم كان جميلا أن تظل أعمى كالحمار تجر عربتك المحملة بالأعباء اليومية وتسير منكس الرأس فى المسار المحدد لك وأنت تنشد أغانى الحرية ,, تبتسم فى وجه الصباح وتداعب الفراشات كالقطط فى البرية وفى المساء تسارع بالإيواء لأحضان فراشك بعدما تلتهم ما وجدته على طاولة العشاء بقناعة تامة أنك أديت الواجبات على أكمل وجه !!
كيف أنشد الأمل من وسط بحور الدم الحمراء كيف أنشد الدفء وأنا أعانى المبيت فى العراء كيف أجرد من مشاعرى كيف يستهان بعقلى وتريدنى أن أرقص وأردد كالبغبغاء
لا شىء يفوق نعيم الحرية أن تحتضن قرص الشمس حينما تردد حتجرتك ماجال بخاطرك ما لم تسىء للمقدسات السماوية جميع مقدساتهم الوضعية مليئة بالزيف ومصريها ماء البحر ,, أو نار المدفأة التى طالما حلمنا بالجلوس بجوارها على أريكة خشبية 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

music