الأربعاء، 24 يونيو 2015

(( هذا حلم أثاره الجرجير )) بقلم الأديبة الرائعة / غالية عيسى ((مقالات مشاكسة ))






مقالات مشاكسة
(( هذا حلم أثاره الجرجير ))
اليوم سأسقط كل أقنعتي 
وسأحرق جلد السلحفاة
وارتدي جلدي القديم
سأعترف لمرآتي بأنني اﻷميرة
وأنني مازلت ألبس ثوب "بلقيس"
وجمال "كليوباترا "وحكاية "شهرزاد"
مازلت أملك ثورة "جميلة بو حيرد"
واكتمال النور في قلب "الشهيدات"

سأتجاهل أنني في عهد "داعش" و "أوباما"
و "سقوط الفضائل"
سأرقص على موسيقى "اﻷندلس"
وحين يجن الليل سأوجه المؤشر
إلى تردد إذاعة "صوت العرب"
لتشجيني "كوكب الشرق "
أم كلثوم ب(( أقبل الليل ))
وأهدهد لنوم أطفالي على صوت "فيروز"
"نامي ولا تنامي يازهرة الربيع"
واتجاهل أنني في عصر "نانسي"
و" هيفاء " (نونو واوا )
وأنام على تراتيل((يس))
وأتجاهل صوت موسيقى" الراب"
الذي يتسلل إلى غرفتي من بيت الجيران.
سأطير إلى عملي على أجنحة الحمام،،
وأنسى صور "الشوارع والزحام"
سأتنفس "رائحة الربيع والمطر "
واتجاهل "دخان الطرقات والضجيج"
سأدعو اﻷصدقاء إلى "زيارة أهلهم"
وسأنسى أنهم تغربوا عنهم في مختلف البقاع للحصول على "لقمة العيش ".
سأغني لحن "أيوب طارش العبسي "
وأنا أمر بين الحقول
وسأتجاهل فكرة "العبوة الناسفة"
التي قد تسرق حياتي في منتصف الطريق.
سأتخيل أنني تقودني "الملائكة "
وأنسى ذلك "الانتحاري"
الذي قد يأتيني راكضا من بعيد .
وحين أصل إلى" روضة اﻷطفال"
سأرى ضحكاتهم المتصاعدة
وأعينهم المشرقة بمستقبل جميل
وأتجاهل نظرة البؤس في أعينهم
ﻷن معظمهم من اﻷيتام والمعاقين والفقراء.
سأزور "المكتبات "سأتخيل أنني لم أجد لي مقعدا من كثرة القراء هناك
وسأتجاهل أنني لن أجد فيها سوى موظف عجوز نائم على كرسيه منذ أن بدأ الدوام.
وحين أعود إلى بيتي سأتخيل أنني سأطهو تلك "الخضروات" التي حصدتها أمي من "حقلنا القديم "
وسأنسى أن طفلتي تريد وجبه ((الهمبرجر))
على الغداء.
وبعد الغداء سأستمتع بكوب قهوة من "البن اليمني" وسأتجاهل أن "شجرة البن " قد احترقت وأن الناس في بلادي يمضغون "القات" بعد الغداء.
وبعدها سأستمتع ب "ورد حديقتي"
وأنسى "ركام المنازل"
و"بقايا القذائف والقنابل واﻷجساد"
تلك الصور التي علقت بمخيلتي
مذ رأيتها على شاشة التلفاز.
سأتفق مع صديقاتي أن نذهب للتنزه على البحر عصر هذا اليوم
سأتخيل أننا سنستمتع ب "اللون اﻷزرق وهدوء الحياة هناك و أسراب النوارس"
وسأنسى أولئك الشباب بسروايلهم المسربلة وقصات شعرهم الغريبة ك "جناح ديك"
سيأتون لمعاكستنا ومضايقتنا
وأننا سنترك البحر ونعود إلى ظلمة البيت
ﻷن "الكهرباء " مطفأة منذ الصباح
وقبل النوم ساستمتع بحمام دافئ
وسأنسى أن "الماء " سينقطع في الوقت الذي وضعت فيه نصف الصابونة على وجهي
ﻷبدو ك "بياض الثلج" ثم اعتميت !!
وبينما أنا ذاهبة إلى النوم
صحوت من النوم
ﻷجد أنني كنت أحلم ،،
وكانت كل تلك اﻷماني فقط :
(( حلم أثاره الجرجير)) الذي أكلته ونمت !!!!
غالية عيسى ((مقالات مشاكسة ))
نشرت بتاريخ 13 أكتوبر 2014م


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

music