السبت، 9 أبريل 2016

قصة محمود بقلم الشاعر الشاعر نادر العزاوي

قصة محمود بقلم الشاعر الشاعر نادر العزاوي



هنا ولد الفتى محمود في الليلِ
وكانَ الوقتُ نيساناً أَبا الْخيرِ
وقالوا ذا الفتى مَبروكُ ياأمَّهْ
كأنَّ القمح تحتَ قِماطهِ يَجْري
يتيماً جاءَ محروماً منَّ اللُعبِ
فلا ابٌّ يُداعبهُ على الحِجْرِ
ولا أُختٌ بما في النَّفسِ قدتشعرْ
ولا أُختٌ بما في النَّفسِ قدتدري
ولا عمٌ يساعدهُ عى الدُّنيا
وأَخوالٌ على الارزاقِ قدتَجْري
وكانَ الطِّفلً حَسّاساً ولمّاحاً
فيشكُ البؤسَ والحرمانَ للْقَمَرِ
نظيفاً كانَ محمودٌ وَوَضّاءاً
جميلَ الوجهِ والأَطباعِ والسُّرُرِ
وفي يومٍ اتاهُ الخالُ يأخذهُ
لانَّ الخال في شئٍ من اليُسرِ
غدا محمود تلميذا يواظبُ في
دراستهِ من التّاريخ والجَّبرِ
وكان العدلُ مفقوداً وَمَنْسيّاً
وكان النّاس في خوفٍ وفي قَهْرِ
خيولُ الرّومِ في يافا وفي حيفا
خيولُ الرّومِ أَعلى قبَّةَ الصَّخْرِ
وما للناسِ من قولٍ سوا صَبْراً
على صَبرٍ على صَبرٍ على صَبْرِ
ومحمودٌ ورِفقتهِ شبابٌ لَوْ
يُظامُ بهم يشبُّ النّارَ في البَحْرِ
يسودُ النّاسَ دجّالونَ بَغّائونَ
في كذبٍ وفي أِحباطِ او عُهْرِ
وقال الصَّحبُ يامحمودَ أِهدينا
لنصلح في بلاد الأهل مايجري
فان عشنا فاحراراً ببلدتنا
وان متنا فاحياءٌ وفي القبرِ
ــ ساعبر هذهِ الاسوارَ أَعْبرها
وادخلُ باحةَ الجًّبناءِ في القَصْرِ
وأَكبرَهم سأقتلهُ ونصبح سادة
التَّاريخِ والبلدانِ والعَصرِ
رفاقِ اليومَ ساعتُنا وفًرصتُنا
وفجراً ساعةَ التنفيذِ والصِّفرِ
فان يسراً فلسطيناً كرامتنا
وان عسراً هو المقسوم والقَدَرِ
ارى الانسانَ في حِلٍّ وفي سَفَرٍ
ارى الشٌّهداءَ في حلٍّ من السَّفرِ
وصارَ الملك في محمودسِلْمياً
بلا ظربٍ على الأَعناقِ والوَتَرِ
وصارَ النّاسُ في فرحٍ وفي تَرَحٍ
واحيوا أجملَ الايّام في سَمَرِ
أَحَبَّ النّاسُ محموداً بلا حَدَدٍ
كحببلما ئللازها روششجري
ولاكن لو يطول العمرُ أَجْيالاً
يكون الحكم في شَرٍّ وفي شَرَرِ
خصوصاً أن محمودٌ بدا قَلِقاً
يواجه من يريد النَّصحَ بالشَّزرِ
وعادا النّاس في سرٍّ وفي عَلَنِ
وفي بَدْوٍ وفي ريفٍ وفي حَظَرِ
وعاش النّاس في خوفٍ وفي ظلمٍ
وعاش النّاس كالاخشابِ في الجَّمرِ
وصار الظُّلمُ اشكالاً محيرة
من الاهوال والآلام والصورِ
شبابٌ ما وراءَ السّجن شيباناً
تعيش العمرتنعى غيبة القَمَرِ
وجوهٌ ما بها لحمٌ يُجَمّلها
بلا شكلٌ ولاصوتٌ ولا قَدَرِ
يعذّبهم جلاوزةٌ وغُلماناً
بلا ذنبٍ ولاجُرمٍ ولا عذرِ
وصرنا في روابينا نعاماةٍ
نعيش الويلَ والتعذيبَ في سَقَرِ
ولم يأمن به الجيرانُ لا عَهْدِ
تجاوز شرّه الاشرار بالشَّرَرِ
وعين اللاه صاحيةٌ وحاظرةٌ
تَوعدَ من يباغِ الجّارَ بالدَّمْرِ
يعاقبُ كل جَبّارٍ بِجَبّارٍ
كما مافيه من جورٍ ومن جَبَرِ
فاين القبر يامحمود لا قبرٍ
ولاناعٍ ولااهلِ ولا ذَكْرِ





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

music