من أشواك الغربـــة بقلم الشاعر سليم دراجي
مرّهذا الصباح بطيئا
ولم يأت بعد الرفاقْ
هل يجيء المساء برونقه
وتجيء الحمائم تنشر نشوتها
كي تحفف من لوعة الاشتياقْ
كنت وحدي هنا
جثث تتلاقى وتعبر
ترسل من عمقها قهقهاتٍ
وهذا الجدار المقابل لي
لم يزل مثلما كان من قبل عام
يبارك خطوات من يدخلون
ويبعث رائحة الاختناقْ
مر هذا الصباح بطيئا
وكنت أنا جالسا
في يدي وردتان
وردة للأحبة إذ يقدمون كما أتصورهم
وردة للذين يخونون أنفسهم
عند أول منعطف للرواقْ
كنت وحدي أنا
والهواجس تأكلني
والكؤوس التي بين نفسي ونفسي
انتهى ماؤها
ما تبقى من القلب
يعصره البعد والاحتراقْ
ثمة الحزن والخوف والنظرات التي
ترسل الحقد في بسمات النفاقْ
كنت وحدي أحاول أن أستعين بذاكرتي
نسمة الصبح توقظني تارة
حينما أتضوع رائحة العطر
أوهم نفسي بقرب التلاقْ
كنت وحدي أنا جالسا
والذين يقومون حولي
يسيرون نحو اليمين ونحو اليسار
ولا أشتهيه الرجوع
ولا يشتهيني اللحاقْ
كنت وحدي
ويوجعني وجع الطير حين يغني
ولا يأبه الناس للصوت عند الغناءْ
آه يا وجعي،وجع الطفل
كم ذا غرست من الحب
كم كنت أبكي إذا صار وقت الفراقِ
وأبكي إذا حان وقت اللقاءْ
آه يا وجعي وجع الطفل
كم طيب هو هذا سليم
وما أتفه الناس
ما أضيق الأرض لولا اتساع
الفضاءْ
آه يا وجعي
كلما طاف طائفهم
دقّ قلبي إذن
قلت جاءْ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق