الثلاثاء، 1 مارس 2016

زخات تستدعي المسيح بقلم الشاعر عماد النفزي



زخات تستدعي المسيح بقلم الشاعر عماد النفزي 



حبلى بالوجع 
أشلاء و دماء و ضريح 
و براءة تصرخ و تصيح 
و الدموع كأمطار الخريف 
زخات تستدعي المسيح 
وزلازل من نسج الوهن 
حبلى لا ترجو من بطنها ميلادا 
مشوهة أجنتها بالخراب 
والأخضر على وجها صوت سراب 
و العطر و الزهور رسم حرام 
حبلى تعزف لحن الانين 
و الخنجر عاشق للسكين 
و يدوي في الكف كل الرصاص 
و تنفجر القنابل في كل حين 
حبلى كم تمنت أن تكون عاقره 
جرداء لا ماء و لا قافلة 
لاذهب و لا بترول 
و لا أشرعة تبحر في المحيط 
حبلى يبكيها الندم 
هي التي وهبت شبابها للعدم 
و أنبتت العشق في كل فج عميق 
واحتضنت أنهارا و قمما
و سهولا تمتد مد البصر 
طعنوها من خلف الضلوع 
وتشتت دمها بين الأمم 
الكل يصرخ كالقطيع 
هذا لي و ذاك ليس لك 
أنا النعيم و أنت البلاء 
و حواء تبكي من خلف السماء 
و آدم تميه الصور 
و قابيل لا يقوى على الإعتذار 
والغرب يغويه وهم الصليب 
وصاحب الامر في غيه يزيد 
أصرخي أيتها الحاملة من الزناة 
أبناء الشياطين الأول 
أرفضي هذا المخاض 
أطلقي صرختك عالية مع الريح 
تزلزلي بالبراكين 
حطمي أسطورة النجاة 
كذبا يصوغون الخطب 
و يخفون تحت الموائد السلاح 
في أحضانهم يموت ألف قصيد 
لا ينفع فيهم مدح و لا هجاء 
و لا يستحق أفضلهم رثاء 
زلزلي يا أرض ميعادك 
ضميني بين طيات ترابك 
أنا سلام ينتحر 
و أنت إمرأة لست عاهرة 
طاهرة كالقبل قبل البلوغ 
و انا رجل لا أملك غير الكلام 
و لو زدت أكثر نلت النقم 
أيتها الأرض البكر 
موعودة أنت من القدم 
شتان بين خطو الطغاة 
و طهارة الانبياء 
قولي في وجه التاريخ 
أن حملك من زناة 
أشرار يغتالون القمر
تحرري من قذارة البشر 
أصرخي يسمعك المسيح 
ضج في قلبي الألم 
و أنكرتني المواعيد 
لم نعد نذبح أضحية 
تذبح خناجرنا كل عيد 
أين أنت يا خليل 
أين نجل إبراهيم 
أين ركب الانبياء 
أسمع وقع السهام 
ووصهيل خيولها في السماء 
والعذارى يتلحفن بالخجل 
لم تعد تحلو الحياة 
عبثا يكتب قلم 
عبثا تدور عقارب الساعة 
ماذا تسجل غير الدماء 
غير قبح في الذمم 
أصرخي يا أمي الحبلى بالزناة 
انتهى عصر القصيد 
مات فينا كل جميل 
أصبح الكون ظلم 
بركة سخط و جليد 
وانتهت أعيادك ماتت 
ماذا نفعل بعد اليوم 
و الشام تذبح كالغنم 
حيث ما كان نشيد
نبتت أحزان و دم 
و حيث ماكان سلام 
أشعلت كل الفتن 
أنا يا أمي غريق 
ليس ينفعني ندم 
و لست نبيا أو ملاكا 
شربت مثلهم ماء العدم 
فخذوني يا رياح وانثريني 
كسراب لم يكن 
فوق أعلى الذكريات 
أو تحت أرض لم تغتصب 
فقد تعبت من النباح 
أفضل ما في قومي الصمم 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

music