الثلاثاء، 1 مارس 2016

بعد عام بقلم سها و القمر كلمات نازك الملائكة


بعد عام بقلم سها و القمر كلمات نازك الملائكة



مرَّ عامٌ يا شاعري منذ أبصرتُكَ في ذلك الصباح الكئيبِ
مرّ عامٌ لم تكتحلْ عينيَ الظمأى برؤياكَ لم يخفّ قطوبي
ألليالي تمرّ ُ تتبعُها الأيامُ في بُطئها المملِّ الرتيبِ

وأنا لهفةٌ وشوقيَ يزدادُ وروحي في عاصفٍ من لهيبِ
طمأٌ للحياةِ يملأ أحساسي ونارٌ في دمعيَ المسكوبِ
وشظايا كآبةٍ رسَمتْ فوق جبيبني غُلالةً من شحوبِ
مرَّ عامٌ من قال؟هل انا في حُلْمٍ بناهُ تخيُّلي المصدومُ؟

أهْوَ وهمٌ ما خِلتهُ سنةً أطفأَ أضواءها الزمانُ اللئيمُ
مرَّ عامٌ ولم أقابلْكَ ,ماذا؟كيف أبقَتْ على حياتي الهمومُ؟
كيف طابت ليَ الحياةُ على بُعدكَ عني ولم يُمِتْني الوجومُ؟
ألشهيقُ الحزينُ في هَدأَةِ الليل ,ألم يُلقهِ اليكَ النسيمُ؟
والشرودُ الذي أماتَ أحاسيسي ,اما حدثتكَ عنه النجومُ؟

لم أزلء أذكر الصباحَ الذي مرَّندىً فوق قلبيَ المكسورِ
منذ عامٍ في الشارع الصاخبِ الممتدِّ والشمسُ في صفاء الأثيرِ
جمَعَتنا هنالك الصدفةُ الحُلوةُ في غفلةٍ من المقدورِ
والتقَينا لم نبتسمْ لم أحدثْكَ بما في فؤاديَ المعصورِ
لحظةً ثم أجهز الزمنُ القاسي على قلب] حُلْميَ المسحور
سرتُ يُمنىً وسرتَ يُسرى ولم يبقَ سوى ثورتي ونارِ شعوري

ومضى العامُ كلُّهُ ,كلَّ يومٍ أتلقّى الصباحَ بالأحلامِ

كلَّ يومٍ أقولُ يا قلبيَ الظمآنَ للصحوِ لا تضقْ بالغمامِ
ربما أشفقَتْ بنا الصُدَفُ العمياءُ هذا الصباحَ بعد الظلامِ
لن يَضرَّ الأقدارَ في ليلها أنْ تتلقّاكَ مرةً بابتسامِ
فتدبُّ الحياةُ ثانيةً فيكَ وتصحو خوامدُ الأنغامِ
ويُجَنُّ الشعورُ في عمْقِ أعماقِكَ حيّاً حرّاً من الآلامْ

مرَّ عامٌ ودقَّتْ الساعةُ الحمقاءُ عشراً واستيقضتْ أحزاني

ألثلاثاءُ لم يُعِدْكَ الى اشواقِ روحي الممزّقِّ اللهفانِ
مرَّ عامٌ كأنّهُ حلُمٌ مرَّ على جفنِ شاعرٍ وسنانِ
مرَّ عامٌ لم يبقَ منه سوى لحنٍ حزينٍ مُغرَورقِ الألحانِ
ليس الّا ابتسامتي المُرةِ الظمأى ودقّاتِ قلبيَ الحيرانِ
ليس الّا ظلٌّ من الصمتِ واللهفةِ يبدو في جفنيَ الظمآنِ




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

music