الأحد، 3 يناير 2016

حياة الموت بقلم الكاتبة رسميه طه


حياة الموت بقلم الكاتبة رسميه طه





حملت سيدة بتوأمين وعبرت الاسابيع والأشهر ليكبر الطفلين في رحمها حتى وصل التوأمين الى مرحلة اصبحا ينظران إالى حياتهما بشيئ من السعادة لرخاء ودفء الحياة خاصة وأنهما رأيا ا لحبل الممتد إليهما بالطعام من والدتهما حتى قال احدهم للأخر انظر يأخي ماأ جمل تلك الحياة وأنظر الى عطف والدتنا فهي تشاركنا بطعامها دون ان تطلب منا أي شيئ فأنا غير راغب في الخروج من هنا -فالحياة جميلة ولا ندري شيئا" عن الخارج وقد تكون مليئة بالمنغصات والعذاب وقد لا تكون هناك ام لنا الا في خيالنا فرد التوأم عليه قائلا" الخروج من هنا أمر حتمي وحياتنا في هذا المكان تكاد تنتهي ولابد من الخروج كما خرج غيرنا ولم يعد إلينا ليخبرنا عن طبيعة وشكل الحياة التي سافر إليها ليجيب على اسئلتك هذه ولكن من المؤكد بأن هناك ام تنتظر خروجنا اليها وهناك حياة أجمل من هذا المكان فلا تثر اهتماما" لذلك الأمر وعش حياتك الحالية برضى وخير حتى يأتي موعد الخروج وترى الغيب واقعا -والمجهول معلوما"-ولكن يا أخي –اصمت ولا تثر جدلا في موضوع لا تملك فيه أرادة وأنظر ليومك هذا وحين تخرج من هنا سترى الحياة الأخرى وقد تكون أجمل وستشاهد أمك لإنها موجودة وهي تنظرنا بفارغ الصبر---
هذه هي صورة الولادة والحياة وهي نفسها صورة الموت –صورة الواقع المجهول والمعلوم –صورة كل الحياة بكل تساؤلاتها والغازها فيمكن القياس عليها أو الاقتباس منها كمنهج لسلوك في رحلتنا منذ حياتنا الأولى كأجنة خرجنا بالموت إلى الدنيا حياة" وبالموت سنخرج منها إلى حياة ثانية أبدية –وبالتالي فيا أبن ادم احذر القلق لأنه لن يحل أي تساؤل بل سيدفعك إلى كدر وهم وتعب في عمرك 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

music