و نامت بحضن المواجع في جرح ليل
كئيب الظنون عديم الرجاء
ستعطي النشيج رعاف المآقي
و تذرو على جرح كلّ الغيوم رذاذ البكاء ؟؟؟
أتعرف ما في الفؤاد المضرّج بالاحتمال
و ما في العيون من الشوق و الانتظار
و ما في الصدور من الابتهال
و ما في الأكفّ من الظلّ يقفو هفيف الدّعاء ؟؟؟
أتعرف يا صاحبي
دموع التي قبّلت زوجها من جبينه قبل الرحيل
و قالت له و ارتجاف الشفاه يمزّق سطر الكلام
:سأدعو لكي لا يطول الغياب
و أنهي الصيام لتأتي إليّ .. تعود إلى عشّنا في المساء
أتعرف كم تذرف الأم عند الفراق ..
و معنى انتظار الحبيب بليل مطير عقيم الضياء
و معنى النحيب و معنى البكاء ؟؟؟
سلام على الراحلين بموج المنايا
على كلّ من أسكتوا شدوه ذات غدر
و من ألبسوه كساء الدماء
سلام على الأرمله
تعدّ اليتيم ليكبر رغم المواجع ..
رغم التفجّع رغم البلاء
سلام على كل ثكلى
تعدّ العشاء الأخير و ترتق لليل ألف رداء
سلام على الطّفل يسأل أين أبوه ؟
لماذا تأخّرْ .. لمَ لمْ يعدْ ...
ليأخذه في عناق طويل و يحكي له
عن لصوص البلاد و عن قصّة النهب و الاعتداء
و عن جدّه كيف مات شهيدا و سالت على التّرب
منه الدماء ..
سلام على موكب الشهداء
على كلّ من قد رموه بغدر لتحيا البلاد
و يخضرّ زرع و ينبع ماء
و يكبر ذاك الرضيع اليتيم و يكتب اسم أبيه
الشهيد بخطّ غليظ بلون السماء ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق