الاثنين، 5 يناير 2015

((( " كبرياء إمرأة " ))) بقلم // توفيق مقطوف




" كبرياء إمرأة "
حين بكى الغروب
.......بلا غرور ضحكت
..أتلفت آخر مساحيق الكبرياء..
قالت :
من منفاي
إلى منفاك..
سيأتي الشتاء
باحثا عنك
..فابحث عن وطن يأويك..
فإني الآن
أعجن الثواني بالثواني
..أسخر من عقدي
...من ورطتي فيك يا تورطي حتى الإشتهاء..

قالت :
ما كنت سوى زيفا
أو تشكل صوت على صورة
..ذات قدر ..ذات إدعاء

أي بوصلة تلك التي تحضنها
..
تقبلها ذليلا
..تدوسك حقيرا..
..
أ خدعتك الثواني
والساعات..
أم إنحرفت عقاربها..
فما تبقى منك
..ومني
سوى مسافة جنون
و..
قبلات بلا شفاه
لذيذة كمذاق البقاء..

قالت :
إقترب..
إرمي معطفك
ألا يزال الماضي يتبعك!
..
إفتح جراحك
..ككمنجة معتوهة
مزق أوتارك
فلا غير جسدي يشبهك!
إقترب..
إمشي معي
في هذه الجنازة
..
إتلو معي ما حفظناه
غني معي ما كتبناه
..
وفي غفلة من دموعي
إبكي معي وطنا
..لنقل أنه حبا فقدناه..
..تبخر
كالأمنيات
..كنحيب غيمة
تقدم قربانها للسماء
..والسماء كاذبة
وفي الأغلب عن التعساء
تقفل أبوابها
تزيد أسوارها
وتنام خرساء!!

قالت :
حين أنحني كالأحياء
إلي التابوت..
كن رجلا..عربيا ..ساذجا
إرحل بلا وداع
فأصل الحكاية..نحن غرباء
لم نزرع بساتين الورد
ولا كنت أنا عشتار
ولا كنت أنت
قنينة فرح!!
ولا حتى أقواس قزح!
..
بل مجرد شاعر..
ومثلك حمقى
كل الشعراء..

قالت :
إمسح أهدابك
ملعونة هذه الدموع
..
حين يعوي الموت
ينهشني
يبعثرني وقع النداء..
نصف إمرأة..كنت
نصف موت..أموت
فتنشد الأقدار العقيمة
..فضيحتها
عارية كالعناق
يتساقط دمعها
زخات
زخات
فيصفعك دوني الشتاء!!

_توفيق مقطوف_


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

music