ومازالت تلك السفينة الماخرةُ في بحرٍ خضّم تطوى المسافات .. تصارع الظروف والصروف .. تتقاذفها ايادي الايام .. تمضى في دِعةٍ أو سِعَةِ او كَبوةٍ وضرام ... وتتوالى الليالى الحالكات ..تطيل المكث ... كأنها علي عهد لاينفضُّ ولا تحنث بالوفاء .. يتعالى الموج ووطأة الصفعات ... تبلي الصفحات .. وتتمدد الألواح قي صقيعٍ وعراء .. تسير هونا .. تمضى بارتجاف .. وياله من اجحافٍ حين تنكب وحيدة وقد حملت بجوفها البالي مؤنة العالم وهموم طوتها مظالم ... ولا شط ولا فنار ... كأنما البحر عتمة ونار ... ولكن الاصرار سيحملها إلي ارصفة الاقدار ... حيث تنتهى الرحلة والمطاف ... وتطوي الصحاف حينها يرفع القلم وتفارق الرّوح الجسد إلي شبه العدم
لحظة فراق
الصافى أبو عمار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق