ــــ قصة مختلفة ـــــــ
الفصل الثاني :2
غاب .. انتظرت ..كانت بعده تعد الأيام ثم أصبحت تنضّد حزم السنين بعضها فوق بعض ....
توقفت عن الانتظار ..تحولت الى رصد قطيع الشيب يغزوها مدججا بالبياض والفتور ..استكانت
ثم انتظمت في سلك العنوسة ...
عصفت به رياح الحنين وهز الشوق حروفه ..اشتعلت حروفه من جديد ..ترسّم المسار ..ومن سديم الرماد
انبثق عصفور الود ...
وذات ميلاد ..عاد ..عادت أنغامه تتودّد ..
استقبلته خزانة فساتينها ..تعطرت مسام الانتظار ..توالد النرجس والياسمين بين خصلات الشعر واللقاء ..راحت
تلتقيه كمراهقة في أول موعد ..
كان ذلك ذات مساء ..جلسا في الصف الأول بمسرح المدينة ..ذاك المسرح دائري الشكل كانت طوابق تعج بالمتفرجين والستارة الحمراء منسدلة بكل وقار ...في انتظار الضربات الثلاث انسابت موسيقى حالمة تدفىء المكان ..الأضواء الخافتة تنير الفضاء وماشاب سنوات البعد من ظلام ..
أما هما فكان يتسليان ــ في انتضار العرض ـــ بحبات الحلم والعتاب ..قالت : دون أن تفتح شفتيها ..سامحتك ..يكفيني من الكون وجودك ..أنت هنا ...
انطلق العرض وهما يسبحان في دفء راحتيْهما تهدهدهما رقصات الأضواء الملوّنة ورعشة الستارة بين المشاهد والفصول ...أفلت الزمن أثناء تلك الجلسة الصافية فلم يحصيا له الدقائق أو الساعات ..كانا معا ..
جنبا الى جنب ..وكفى ...
خرجا الى شارع كبير يستحم بأمطار قوية ..رقص قلبها ..انها تعشق المطر ..لم تحْتمِ بمطريتها بل ركضت
الطفلة فيها تحتضن وابل الماء تدفعها سعادة غامرة ..دارت حول نفسها مرات ومرات ..فراشة حول شمعة مضاءة ..لحق بها ..أوقف رقصتها الجنونية بضمة بين جناحيْه ..استكانت ..ظلت ترتجف ..عصفورة مبللة في ليلة شتائية ..قال : ــكأنما ليوقظها من غفوتها ــ والآن؟
قالت " أنا جائعة ..أحس أن لدي القابلية لآكل خروفا محشيا بأكمله ..ضحكت بتمام الفرح ..بتمام النقاء ..
الشارع طويل ومضاء تتوسطه الأشجار الصامتة ...جوقة العصافير ساكنة بعد يوم نشيط..تقضيه المناقير
بين الزقزقة والتقاط حبات الحياة ..
المطاعم الفاخرة ,,الفنادق الدافئة في انتظار الزبائن ...انها ليلة الأحد ..والناس في هذا البلد لايبخلون على أنفسهم ببعض الرفاهية يوما واحدا يتحررون فيه من ضغط أسبوع كامل ..
قادهما السير الى الفندق الذي نزل به حال وصوله هذا الصباح ..توجها فورا نحو المطعم ..
جلس قبالتها ..كان يلتهمها بنظراته ..كان شعرها مبللا ...تخففت من بعض الملابس الثقيلة ..كانت تختلس النظر ..تود أن تطبع صورته بين جوانحها ..
تناولت قائمة الأطعمة ..وبدأت تصعد بصرها وتصوبه بحثا عما يحرك شهيتها رغم الجوع الذي يدغدغ أمعاءها
هي صعبة الرضا على المائدة ..
غاب قليلا ثم عاد اليها ..غير ثيابه ..جلس يبادلها نظرات تحترق شوقا ..غير مجلسه ..خاصرها بذراع جائعة ..وشوش في أذنها ..أحبك ..أشتاقك يقوة ..بقوة ..كانت نبرته الخافتة تفضح نيته ثم قال :ماذا لو صعدنا الى الغرفة وهناك تجففين شعرك وتنعمين ببعض الدفء ..سترتاحين أكثر ..
بكل وضوح كانت الدعوة وبكل توهج كان النداء ..
انتفضت العصفورة المبللة ..صعقها الوجه الآخر ..لقد سقط القناع ..
انتصبت النخلة السامقة في واحة الشموخ .. وضعت ورقات نقدية على المائدة الحافلة بالأطعمة ..انطلقت دون التفات ..ظل في مقعدة واجما ..ومرة أخرى أحرق الأخضر واليابس ..حزم حقائب الزيف ورحل ...
توقفت عن الانتظار ..تحولت الى رصد قطيع الشيب يغزوها مدججا بالبياض والفتور ..استكانت
ثم انتظمت في سلك العنوسة ...
عصفت به رياح الحنين وهز الشوق حروفه ..اشتعلت حروفه من جديد ..ترسّم المسار ..ومن سديم الرماد
انبثق عصفور الود ...
وذات ميلاد ..عاد ..عادت أنغامه تتودّد ..
استقبلته خزانة فساتينها ..تعطرت مسام الانتظار ..توالد النرجس والياسمين بين خصلات الشعر واللقاء ..راحت
تلتقيه كمراهقة في أول موعد ..
كان ذلك ذات مساء ..جلسا في الصف الأول بمسرح المدينة ..ذاك المسرح دائري الشكل كانت طوابق تعج بالمتفرجين والستارة الحمراء منسدلة بكل وقار ...في انتظار الضربات الثلاث انسابت موسيقى حالمة تدفىء المكان ..الأضواء الخافتة تنير الفضاء وماشاب سنوات البعد من ظلام ..
أما هما فكان يتسليان ــ في انتضار العرض ـــ بحبات الحلم والعتاب ..قالت : دون أن تفتح شفتيها ..سامحتك ..يكفيني من الكون وجودك ..أنت هنا ...
انطلق العرض وهما يسبحان في دفء راحتيْهما تهدهدهما رقصات الأضواء الملوّنة ورعشة الستارة بين المشاهد والفصول ...أفلت الزمن أثناء تلك الجلسة الصافية فلم يحصيا له الدقائق أو الساعات ..كانا معا ..
جنبا الى جنب ..وكفى ...
خرجا الى شارع كبير يستحم بأمطار قوية ..رقص قلبها ..انها تعشق المطر ..لم تحْتمِ بمطريتها بل ركضت
الطفلة فيها تحتضن وابل الماء تدفعها سعادة غامرة ..دارت حول نفسها مرات ومرات ..فراشة حول شمعة مضاءة ..لحق بها ..أوقف رقصتها الجنونية بضمة بين جناحيْه ..استكانت ..ظلت ترتجف ..عصفورة مبللة في ليلة شتائية ..قال : ــكأنما ليوقظها من غفوتها ــ والآن؟
قالت " أنا جائعة ..أحس أن لدي القابلية لآكل خروفا محشيا بأكمله ..ضحكت بتمام الفرح ..بتمام النقاء ..
الشارع طويل ومضاء تتوسطه الأشجار الصامتة ...جوقة العصافير ساكنة بعد يوم نشيط..تقضيه المناقير
بين الزقزقة والتقاط حبات الحياة ..
المطاعم الفاخرة ,,الفنادق الدافئة في انتظار الزبائن ...انها ليلة الأحد ..والناس في هذا البلد لايبخلون على أنفسهم ببعض الرفاهية يوما واحدا يتحررون فيه من ضغط أسبوع كامل ..
قادهما السير الى الفندق الذي نزل به حال وصوله هذا الصباح ..توجها فورا نحو المطعم ..
جلس قبالتها ..كان يلتهمها بنظراته ..كان شعرها مبللا ...تخففت من بعض الملابس الثقيلة ..كانت تختلس النظر ..تود أن تطبع صورته بين جوانحها ..
تناولت قائمة الأطعمة ..وبدأت تصعد بصرها وتصوبه بحثا عما يحرك شهيتها رغم الجوع الذي يدغدغ أمعاءها
هي صعبة الرضا على المائدة ..
غاب قليلا ثم عاد اليها ..غير ثيابه ..جلس يبادلها نظرات تحترق شوقا ..غير مجلسه ..خاصرها بذراع جائعة ..وشوش في أذنها ..أحبك ..أشتاقك يقوة ..بقوة ..كانت نبرته الخافتة تفضح نيته ثم قال :ماذا لو صعدنا الى الغرفة وهناك تجففين شعرك وتنعمين ببعض الدفء ..سترتاحين أكثر ..
بكل وضوح كانت الدعوة وبكل توهج كان النداء ..
انتفضت العصفورة المبللة ..صعقها الوجه الآخر ..لقد سقط القناع ..
انتصبت النخلة السامقة في واحة الشموخ .. وضعت ورقات نقدية على المائدة الحافلة بالأطعمة ..انطلقت دون التفات ..ظل في مقعدة واجما ..ومرة أخرى أحرق الأخضر واليابس ..حزم حقائب الزيف ورحل ...
فاطمة سعدالله ــ تونس ـــــ { يتبع } ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق