الخميس، 5 فبراير 2015

حنين اندلسى شعر * رضا منير


حنين اندلسى
" سلام من جبل طارق وتحيه
لصاحب الفتوحات الاندلسيه "
يالاجمالك
ويالا جمال اشبيليه
ويالها من لحظه منسيه
بذاكره تاريخ اندلسيه
عن قصر الحمراء وغرناطه
والشمس ترمى بسهامها الذهبيه
فى الافق البعيد باشعتها السحريه
تضفى نورا على ازهار الكرز الارجوانيه
تعكس ظلا لفازه زهور قرنفليه
وعبق من رائحه زهور البرتقال الذكيه
تخترق النوافذ تداعب الستائر المخمليه
فى الحديقه الخلفيه الغارقه
فى بلل من شبوره الصباح النديه
يراقص الليلك الاوركيد رقصه تلقائيه
ويمضى النهار وئيدا كعادته الابديه
يتخلل الليل على موسيقى سيرناده ليليه
صارخه من عزف فتاه غجريه
متكئه على المدى جرحا ينزف الحانا انسيابيه
واخرى فى الغرفه خلف النافذه هائمه
ينحصر عنها وشاحها ويكشف عن مفاتنها المنسيه
تلك التى ملامحها ملامح عربيه
وفى الشرفه المقابله تطل مراهقه اندلسيه
تدندن .. اى لوركا الجميل
يا قيثاره الحب والشعر والموت
ها انا ذا اسمع صوتك فى صمت
تردده اهازيج الغجر بعفويه
والنساء العجائز كانهن فى جنائز
يجلسن على الاعتاب الحجريه
يهدهدن حزن دفين يمصمصن شفاهن
فى حسره لا نهائيه
اى كارمن الجميله
يا اجمل قصه حب مجنونه
لجندى وغجريه
يا كل العشق وكل القبل المحمومه
فى ليل اشبيليه
يا بيت الهوى ووكر اللصوص والغيره القاتله
يا فاتنه يا لك من راقصه
تراك راقصت الشيطان
تراك احببت دون جوزيه
تراك خنت عصابتك
تراك تخلصت من ترهاتك وخرافاتك
عن الحياه والموت والرقص والشعر
اه يا اشبيليه يا بيت العوانس المملؤ بالفراشات الفارغه
ياذا القلوب المملؤه بالحسرات البالغه
فى انتظار ما لا يجى فى الايام الخاليه
انا لك اشبيليه ان تنامى
ولوركا مازال بجرحه الدامى
ومازالت قيثارته
ومازالت اغانيه
وما زالت الغجر ترثيه
والموت والحب والشعر والحريه
ان للعندليب ان يستريح
فى قصر الاندلس الفسيح
يستمع لاهازيجه فى الصباح
والسنه الفجر مشرعه تلعق الرياح
على رقص الفتيات الملاح
ما اروع رقصات الفلامنكو
وقرع الكاستانت فى سماء لا نهائيه
وطرق الارض بقدمين كطبل افريقيه
ايقاع محصور بين شموخ الراس المرفوعه
وتنورات ذات كرانيش ورديه
واهتزازات الاوتار فى جيتار اسبانيه
وتعبيرات من لفتات اصابع عاجيه
وتحدى من نظرات عيون غجريه
تومىء بردود فعل كوراليه
توحى بنهايه ماساويه
فى حلبه مصارعه ثيران جنونيه
والاف الاصوات تهدر بصوره وحشيه
كلما تناول مصارع الثيران حرابه
وكلما اخترقت جلد الثور حرابه
والثور يفقد صوابه يحمله على قرنيه
ويلقيه مدرجا بدماءه
وفجاءه يسود الصمت
فقد كشر الموت عن انيابه
بينما دون كيشوت
تجاوزت احلامه حد المدا
يحارب طواحين الهوا
شعر * رضا منير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

music