و قد وقع اختياري على أبيات من التّراث العبّاسيّ ستكون محلّ حلقتنا اليومَ ، و هي لشاعرين أعتبرهما الأبرزَ في كلّ تاريخنا الأدبيّ ، أمّا الأوّل فهو المتنبّي صاحب الأبيات السائرة و الحكم الجليلة و اللّغة القويّة الجزْلة ، و الثاني هو البحتريّ المصوّر الرائع و الرّسّام السّاحر .
سيقوم كلّ واحد منّا بكتابتها عروضيّاً و وضعِ رموزها المناسبة ، لأنّ كثرة التّدريبات على الكتابة العروضية و التّغنّي بها ، إضافةً إلى حفظ التراث الشّعريّ ، تُكسب الإنســــانَ الأذنَ الموسيقية التي بها نميّز الموزون من غيـره ، و حاجتنا إليهـا كبيرة ، و حاجة الشعراء إليـها أكبر .
قال المتنبّي :
ـ وَ مَا التَّأْنِيثُ لِاسْمِ الشَّمْسِ عَيْبٌ *** وَ لَا التَّذْكِيرُ فَخْرٌ لِلْهِلالِ
ـ ذُو العَقْلِ يَشْقَى فِي النَّعِيمِ بِعَقْلِهِ *** وَ أَخُو الجَهَالَةِ فِي الشَّقاوَةِ يَنْعَمُ
و قال البحتريّ :
ـ مِيلُوا إِلَى الدَّارِ مِنْ لَيْلَى نُحَيِّيهَا *** نَعَمْ وَ نَسْأَلُهَا عَنْ بَعْضِ أَهْلِيها
ـ وَ رَقّ نَسِيمُ الرَّوْضِ حَتَّى حَسِبْتُهُ *** يَجِيءُ بِأَنْفَاسِ الأَحِبَّةِ نُعَّمَا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق