السبت، 19 يوليو 2014

زوجة قاضي المحكمة بقلم خالد الشيخ





زوجة قاضي المحكمة
...........................
فتشت ..
في جميع معاجمنا العربية
كلمة.....كلمة
في كل زاوية.. وكل صفحة
لم ادع أية كلمة
جمعت من الحروف الشمسية
ومن الحروف القمرية
ومن الحروف التي تحمل بين ثناياها
المطر والريح والشمس والنسمة
لأصنع منها قصيدة وردية
تحمل اسم زوجة قاضي المحكمة
تليق باسم ومقام زوجة قاضي المحكمة
وجهها دائري كوجه القمر
يدها خضراء كأوراق الشجر
عيناها واسعتان كعرض البحر
شفتاها معسولتان كحلاوة
الشهد والتمر
كم هي جميلة ... وحسناء
وناعمة ذات الثوب الأحمر
كأنها حورية... جنية...نجمة
ظبية... سمكة ... قصيدة
حين تغسل جسدها بماء المطر
حين تمشي على أوتار العشق
تحت المطر
حين ترقص كالحباري وتتباهى
كالطاووس تحت المطر
حين تضاء كالشمعة البيضاء
على طاولة السهر
وتنطفئ من حالها على انغام
المطر
زوجة قاضي المحكمة
اسمها مشتق من جميع
الأفعال والأوزان والمفردات
من الزهور الملونة
والناعمة
من النسمات الربيعية القادمة
من خلف الجبال وأسطح الينابيع
كأغنية ثورية متناغمة
حفظته على ظهر القلب
كلمة.... كلمة
اسمها من الزهور التي لاتذبل
من الزهور التي تعطر الدنيا
وتجعلها أعطر وأجمل
من الزهور التي تسقيها
السحب المزنة
والمزروعة بين صفحات
الدفاتر الملونة
على يدي حفرته بالإبرة
وسقيته بالحليب وطرزته
بماء الذهب هنا...هنا
على يدي أنا
حفظته على ظهر القلب
كلمة ....كلمة
زوجة قاضي المحكمة
أسطورة عربية مسلمة
خرافة من زمن الأساطير
قادمة من عبير الأثير
قادمة..!!!
من عبر أحلامي الوردية
قادمة...!!!
شعرها من حرير أسطنبول
وكشمير هندستان.. كشعرامرأة هندية
كشعر امرأة غجرية
ثوبها من قطن مصر
منسوج ومصنوع بأيدي مصرية
ملابسها المطرزة والمزركشة
بألوان المذاهب والأديان والقوميات العراقية
خواتمها ...أساورها...أمشاطها
أطواقها...أقراطها..
الفضية
والعاجية
والنرجسية
محفوظة في متاحف العراق
تحسب ضمن رموزنا الأثرية
والشعبية
والتراثية
زوجة قاضي المحكمة
سنية...شيعية..كردية
مسلمة.. مسيحية..ايزدية
تخبئ تحت قميصها الثوري
ثوار الحركة العراقية
ضد العنصرية و الطائفية
تحمل في قلبها الحنون
ألف قضية وقضية
تتألم .. تبكي على تقسيم
العراق حسب الهوية
تحارب باسم الحرية
والقاضي المسكين نائم
على كرسي الوهم
لايفرق بين القاتل
والضحية
.................. بقلم خالد الشيخ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

music